معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٦ - الصفحة ٥١٩
أليس قد قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]:
لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله)) فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟
فقال أبو بكر: هذا من حقها يعني: منعهم الصدقة.
قال الشافعي في روايتنا عن أبي سعيد:
من كان من أهل الكتاب من المشركين المحاربين قوتلوا حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فإذا أعطوها لم يكن للمسلمين قتلهم ولا إكراههم على غير دينهم لقول الله جل ثناؤه:
* (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) *.
5335 - وأخبرنا أبو عبد الله وأبو بكر وأبو زكريا قالوا: حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع أخبرنا الشافعي أخبرنا الثقة عن محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] كان إذا بعث جيشا أمر عليهم أميرا وقال:
((فإذا لقيت عدوا من المشركين فادعهم إلى ثلاث خلال أو ثلاث خصال - شك علقمة - أدعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم أدعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما عليهم وإن اختاروا المقام في دارهم [فأعلمهم] أنهم كأعراب المسلمين / يجري عليهم حكم الله كما يجري على المسلمين وليس لهم في الفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن لم يجيبوك إلى الإسلام فادعهم إلى أن
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»