وكذلك غيره من أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم] كانوا يرتحلون إلى معاوية ويملون مسامعه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكيف يظن بابن عباس أن يقول لأصحابه فيما بينهم أصاب / معاوية في شيء ينكره بقلبه.
1393 - وقد أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان قال حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان بن ' عيينة عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس وأنا قائم على رأسه وقيل له:
إن معاوية نهى عن متعة الحج قال فقال ابن عباس: انظروا فإن وجدتموه في كتاب الله وإلا فاعلموا انه كذب على الله وعلى رسوله.
فعلى هذا الوجه كان إنكار ابن عباس على معاوية فيما كان يعتقد خلافه فكيف يصح ما قال هذا الشيخ في تصويب ابن عباس وتر معاوية ولكن من يريد تصحيح الاخبار على مذهبه لا نجد بدا من أن يحمل السلام من الصلاة على التشهد دون السلام ووتر عثمان وسعد بركعة على الوهم وتصويب ابن عباس معاوية على التقية ورواية أبي أيوب الأنصاري على مخالفة الإجماع والله المستعان.
1394 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا دعلج بن أحمد بن دعلج في آخرين قالوا: حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك قال حدثنا قريش بن حيان العجلي قال حدثنا بكر بن وائل عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]:
' الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل '.
رواه أبو داود في كتاب السنن عن عبد الرحمن بن المبارك.
وهذا حديث قد رفعه بكر بن وائل وتابعه على رفعه الأوزاعي وهو إمام.
وسفيان بن حسين ومحمد بن أبي حفصة وكذلك رواه وهب بن خالد عن معمر عن الزهري ورواه جماعة عن الزهري فوقفوه على أبي أيوب.