قمت أريد هراقة الماء، فسمعت أحدهما يقول لصاحبه: لقد ضربت فيه الأنصار، فلما رجعت إليهما قالا: يا عبد الله ننشدك بالله أضربت فيك الأنصار؟ قلت: نعم أمي امرأة من أنفس الأنصار، وإني مولى لعمر بن الخطاب، قال: فوالله ما زال الحديث يجري بيني وبينهم، فإذا هم من شيعة عثمان فأطلعتهما على أمري، وأنبأتهما بنحوي، فارشد اني الطريق، وأمراني برأيهما، قال: فقدمت على عائشة فدفعت إليها كتاب معاوية، فقالت: يا بني ألا أحدثك شيئا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: بلى يا أم المؤمنين، قالت: فاني كنت عنده أنا وحفصة يوما من ذاك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كان عندنا رجل يحدثنا؟ فقلت: يا رسول الله ألا أبعث لك إلى أبي بكر؟ فسكت، ثم قال: " لو كان عندنا رجل يحدثنا؟ " فقالت حفصة: ألا أبعث لك إلى عمر؟ فسكت، ثم دعا إنسانا فاسر إليه سرا، ثم أرسله، فما كان حتى أقبل عثمان فجلس إليه، فاقبل إليه بوجهه وحديثه، قالت: فسمعته يقول:
" يا عثمان إن الله لعله يقمصك قميصا، فان أرادوك على خلعه فلا تخلعه ".
يقول ذلك ثلاث مرات، قلت: يا أم المؤمنين فأين كنت عن هذا الحديث؟ قالت: يا نبي لقد نسيته حتى ما ظننت أني سمعته.
1935 - حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن قزعة قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فسألته عن صيام رمضان في السفر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في