الهيثم قد ذهب يستعذب لنا من الماء فدوروا إلى الحائط ففتحت لهم باب الحائط فجلسوا فجاء أبو الهيثم فقالت له امرأته تدري من عندك فقال لا فقالت عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فدخل فعلق فرسه على نخلة ثم أتاهم فسلم عليهم حيي ورحب ثم أتى مخرفا له فأتى عذقا فاخترف لهم رطبا فأتاهم به فصبه بين أيديهم ثم إن أبا الهيثم أهوى إلى غنيمة له في ناحية الحائط ليذبح لهم منها شاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ذات در فلا فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقطعها أعضاء فطبخها بالماء والملح ثم أتى امرأته فسألها هل عندك من شئ فقالت نعم عندنا شئ من شعير كنا نؤخره فطحناه بينهما ثم عجنته وخبزته فكسره أبو الهيثم وأكفأ عليه ذلك اللحم الذي طبخه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأكلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الهيثم أما لك من خادم قال لا والذي بعثك بالحق ما لنا خادم قال فإذا بلغك أنه جاءنا سبي فائتنا نخدمك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي فأتاه أبو الهيثم وبين يديه غلامان أو قال وصيفان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الهيثم اختر منهما أو قال تخاير منهما فقال أبو الهيثم يا رسول الله خر لي فاحتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حسر عن ذراعيه وقال المستشار مؤتمن يا أبا الهيثم خذ هذا فلما ولى به أبو الهيثم قال يا أبا الهيثم أحسن إليه فإني قد رأيته يصلي قال نعم نطعمه مما نأكل ونلبسه مما نلبس ولا نكلفه من العمل ما لا يطيق فانطلق أبو الهيثم إلى أهله ففرحوا به فرحا وعطاء وقالوا الحمد لله الذي رزقنا خادما يخدمنا ويعيننا على ضيعتنا فقال أبو الهيثم إن رسول الله صلى الله
(٢٥٥)