المعجم الأوسط - الطبراني - ج ١ - الصفحة المقدمة ٧٦
المتخصصين المشتغلين بفن الحديث خاصة، وفن التحقيق عامة.
وعمود هذا الامر: أن يكون التعليق موجزا مؤديا للمراد، غير مخل أو موهم. ثم لا يكون إلا حيث تدعو إليه الضرورة وتمس إليه الحاجة.
والتعليق على الكتاب الحديثية على وجه الخصوص، بتخريج أحاديثها لابد وأن يراعى في التخريج إبراز الأسانيد وعدم الاكتفاء بالمتون، لأنه ليس من وظيفة هذه الكتب جمع المتون بقدر بيان الأسانيد ومخارجها.
لا سيما إذا كان الكتاب المعلق عليه كتاب ك‍ " المعجم الأوسط " للطبراني، لان موضوع هذا الكتاب إبراز الأسانيد الغرائب والفوائد التي تفرد بها الشيوخ، فموضوعه موضوع كتب العلل، فالحاجة إلى إبراز مخارج الأسانيد أمس من الحاجة إلى إبراز ألفاظ أو معاني المتون.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نشيد بتعليقات الدكتور محفوظ الرحمن زين الله على " مسند البزار " و " العلل " للدار قطني، فهو لا يذكر في تعليقاته كل الأسانيد المتعلقة بمتن الحديث، وإنما يبرز الاسناد أو الوجه الذي تناوله المؤلف في كلامه، وربما ذكر ما يفيد هذا الوجه من حيث الاعلال، فجاءت تعليقاته كما ينبغي، وكما ينتظر الباحث في هذه الكتب.
لكن الدكتور الطحان - وللأسف - جاءت تعليقاته - على قلتها - بعيدة كل البعد عن موضوع الكتاب في الأعم الأغلب.
* انظر مثلا تعليقه على الحديث (1993) حيث رواه الطبراني بإسناد ضعيف، فقال الدكتور:
" أخرجه البخاري... " كذا قال، وإنما أخرج البخاري المتن أو معناه، ولم يخرجه من هذا الوجه، وإلا فكيف يكون الحديث في البخاري، وفيه شريك بن
(المقدمة ٧٦)