كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٦
أشياخ النخع يذكرون قالوا: لما أصيب النخع بالقادسية سمعوا نواح الجن في واد من أودية اليمن وهم يقولون:
ألا فاسلمي يا عكرم ابنة خالد * وما خير زاد بالقليل المصرد.
فحيتك عني الشمس عند طلوعها * وحياك عني كل ركب مفرد وحيتك عني عصبة نخعية * حسان الوجوه آمنوا بمحمد أقاموا لكسرى يضربون جنوده * بكل رقيق الشفرتين مهند إذا ثوب الداعي أقاموا بكلكل * من الموت مغبر الفياطل أسود قال: فجاءهم ما أصاب النخع يوم القادسية من القتل.
(87) - وحدثني العباس بن هشام، حدثني هشام بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن سعيد بن راشد مولى النخع، عن رجل أهل الطائف قال:
" لما أبطأ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه خبر أبي عبيدة بن مسعود وأصحابه وكانوا بقس الناطف اشتد همه، وجعل يسأل عن خبرهم، فقدم المدينة رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له: سهر سمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم، وسمعوا نساء ينحن ويقلن:
مت على الخيرات ميتة خالد * إذا ما صبرت يوم اللقا قدس الله معركا شهدوه * والملأ الأبرار خير الملا معركا فيه ظلت الجن تبكي * مبسمات أهل الأبكار فيه بيض الملا كم كريم مجدل غادروه * مؤمن القلب مستجاب الدعا يقطع الليل لا ينام صلاة * وجوادا يمده ببكا حديث ثم يقلن: يا أبا عبيده، يا سليطاه. قال الطائفي: فجعلنا نتبع الصوت، ونسمع الأبيات، وما يقلن بعدها، ونحن منه في البعد على حال واحدة. فقدم الطائفي على عمر، فأخبره، فكتب عمر اليوم الذي سمع فيه، فوجدوا أبا عبيدة وأصحابه قتلوا في
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست