كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٤
متى إن عهدي به منذ عروبة * وتسعة أيام لغرة ذا الشهر فقال:
ثوى منذ أيام ثلاث كوامل * مع الليل أو في الليل أو وضح الفجر فاستيقظت الرفقة فقالوا: من تخاطب؟ فقلت: هذا هاتف ينعي ابن جدعان، فقالوا: والله لو بقي أحد بشرف، أو عز أو كثرة مال لبقي عبد الله بن جدعان.
فقال ذلك الهاتف:
أرى الأيام لا تبقي عزيزا * لعزته ولا تبقي ذليلا قال: فقلت:
ولا تبقي من الثقلين شغرا * ولا تبقي الحزون ولا السهولا قال: فنظرنا في تلك الليلة، فرجعنا إلى مكة فوجدناه مات كما قال لنا ".
(83) - حدثنا أبو زيد النميري، حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني، حدثني بعض آل الزبير قال:
" لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة، وابن الزبير جالس في الحجر يسمع ذلك:
قتل الخيار بنو الخيا * ر ذوو المهابة والسماح الصائمون القائمون * القانتون أولو الصلاح المهتدون المتقون * السابقون إلى الفلاح ماذا بواقم والبقيع * من الجحاجحة الصباح وبقاع يثرب تجهر * من النوائح والصياح.
فقال ابن الزبير لأصحابه: يا هؤلاء، قد قتل أصحابكم فإنا لله وإنا إليه
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست