كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٢
رضي الله عنه يوم صفين، فسمعوا نائحة وهي تقول:
ألا فاسألوا العمرين عن صاحب الجمل * فتى غير مسهام ولا خائف نكل يكسر الركائب في المكاره كلها * ويعلم أن الأمر منقطع الأمل (81) - حدثني محمد بن عباد بن موسى، ثنا عمي خليفة بن موسى، ثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه قال: قالت عائشة رضي الله عنها:
" إذا سركم أن يحسن المجلس فأكثروا ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم قالت: والله إنا لوقوف بالمحصب إذ أقبل راكب حتى إذا كان قدر ما يسمع صوته قال:
أبعد قتيل بالمدينة أشرقت * له الأرض واهتز الغضاة بأسوق جزى الله خيرا من إمام وباركت * يد الله في ذاك الأديم الممزق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * نوائح في أكمامها لم تفتق وكنت نشرت العدل بالبر والتقى * وحكم صليب الدين غير مزوق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة * ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق أمين النبي حبه وصفيه * كساه المليك جبة لم تمزق من الدين والإسلام والعدل والتقى * وبابك عن كل الفواحش مغلق ترى الفقراء حوله في مفازة * شباعا رواء ليلهم لم يؤرق قالت: ثم انصرف فلم نر شيئا، فقال الناس: هذا مزرد، ثم أقبلنا حتى انتهينا إلى المدينة، فوثب إليه أبو لؤلؤة الخبيث فقتله، فوالله إنه لمسجى بيننا إذ سمعنا صوتا من جانب البيت لا ندري من أين يجيء:
ليبك على الإسلام من كان باكيا * فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها * وقد ملها من كان يوقن بالوعد فلما ولي عثمان لقي مزردا فقال: أنت صاحب الأبيات؟ قال: لا، والله يا أمير
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست