ترجمة المصنف 1 - نسبه ومولده:
هو الامام المحدث، الحافظ، العلامة: عبد الله بن محمد بن عبيد سفيان بن قيس، القرشي، أبو بكر بن أبي الدنيا البغدادي، من موالي بني أمية.
ولد ابن أبي الدنيا ببغداد سنة ثمان ومائتين، ونشأ فيها، ولم يفارق أرض بغداد إلا في القليل النادر، ولذا فاته من سماع الأسانيد العالية الكثير.
2 - صفاته العلمية:
كان الامام - رحمه الله - من الوعاظ، وقد اشتهر بأنه صاحب فصاحة وبلاغة، إن شاء أوعظ حتى يبكي جليسه، وإن شاء تحدث معه حتى يضحكه.
وقد أورد الحافظ ابن كثير - رحمه الله - حكاية تدل على مبلغ ذلك لديه فقال حاكيا عن الخطيب البغدادي: دخل المكتفي على الموفق (1)، ولوحه بيده، فقال:
مالك لوحك بيدك؟ قال: مات غلامي، واستراح من بيدك؟ قال: مات غلامي، واستراح من الكتاب، قال: ليس هذا من كلامك، هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس، فعرضت عليه، فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال: مات واستراح من الكتاب.
قال: وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب.
قال: نعم، قال: فدع الكتاب، قال: ثم جئته فقال لي: كيف محبتك لمؤدبك؟
قال: كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله، وهو مع ذاك، إذا شئت أضحكك، وإذا شئت أبكال، قال: يا راشد أحضرني هذا، قال: فأحضرت، فقربت قريبا من سريره، وابتدأت في أخبار الخلفاء، ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، ثم قال:
وابتدأت فقرأت عليه نوادر الاعراب، قال: فضحك كثيرا، ثم قال: شهرتني شهرتني، ولقد عرف بأنه مؤدب أولاد الخلفاء، وممن قام بتأديبهم الخليفة المعتضد.