الهم والحزن - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي الكتاب مع صفحات من تراثنا الخالد نحيا في هذا الكتاب مع إمامنا، العالم، العلامة، مؤدب الخلفاء، وواعظ الجلساء ابن أبي الدنيا، صاحب المخبآت والعجائب.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا يعلمنا أن المؤمن في دنياه يبتلى بالأذى، في ماله، ونفسه، وأهله فيظل مهموما حزينا، لا يستريح من هم الدنيا وغمها حتى يلقي ربه عز وجل.
ويرشدنا هذا الكتاب إي أن الحزن الممدوح هو كان على ما ضاع من وقت في غير طاعة للرحمن، أو ما ذهب من عمر المرء عبثا وسدي، ويعلمنا هذا الكتاب فضل السلوة عن أحزان الدنيا وهموما، بأحزان الصالحين خوفا على أنفسهم من عقاب ربهم.
ونجد في هذا الكتاب شؤم الحزن على متاع الدنيا الزائل، وأليم الحسرات عند الممات لمن عاش مهموما من أجلها.
وفي المقابل نجد الفرح والسرور لأهل الحزن على ضياع الطاعات، وشدة الاستبشار عند الممات لمن لم ييأس على ما فاته من حطام الدنيا، ولعل كلمات شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه مالله - توضح هذا المعنى.
يقول رحمه الله:
" قد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه، ويحمد عليه فيكون محمودا من تلك الجهة، لا من جهة الحزن.
كالحزين على مصيبة دينه، وعلى مصائب المسلمين عموما، فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير، وبغض الشر، وتوابع ذلك.
ولكن الحزن على ذلك إذا أفضي إلى ترك مأمور من الصبر، والجهاد، وجلب منفعة، ودفع مضرة نهي عنه وإلا كان حسب صاحبه رفع الاثم عنه، من جهة الحزن.
وأما أن أفضي إلى ضعف القلب، واشتغاله به عن فعل ما أمر الله، ورسوله
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 بين يدي الكتاب 5
3 ترجمة المصنف 9
4 توثيق نسبة الكتاب إلى المصنف 15
5 وصف مخطوطات الكتاب 17
6 صور المخطوط 18
7 محتويات الكتاب 21
8 عملي في الكتاب 22
9 كتاب الهم والحزن 25
10 سند الكتاب 27
11 متواصل الأحزان ودائم الفكرة 27
12 هل يحب الله كل قلب حزين؟ 28
13 الهم والحزن يكفران الذنوب 29
14 حديث آدم عليه السلام عن الهم والحزن 30
15 صور من أحزان يعقوب على يوسف عليهما السلام 30
16 القلب الخالي من الحزن خراب 32
17 الدنيا والآخرة ضرتان 32
18 قل وا حزناه على الحزن 34
19 الآخران في الدنيا ثلاثة 35
20 هل الدعاء يستجاب عند الأحزان 35
21 أحزان على ضياع صلاة الجماعة 36
22 الحزن جلاء القلوب 37
23 من أقوال الصالحين عن الحزن 37
24 هل الهم والحزن يزيدان الحسنات؟ 39
25 حديث القرآن عن الحزن 40
26 حزن هؤلاء لا يبلي أبدا 42
27 حزن لك وحزن عليك 43
28 حزن الآخرة يطرد فرح الدنيا 44
29 رجل طويل الحزن والكآبة 44
30 الهموم والأحزان في حياة الحسن البصري 45
31 رفع منازل الأبرار بالحزن 47
32 رجل كأن عليه حزن الخلائق 48
33 لما كان عمر بن عبد العزيز مغموما؟ 49
34 هل للمؤمن راحة دون لقاء الله؟ 50
35 من معاني الحزن عند السلف الصالح 50
36 هل تعرف أكبر هم المؤمن؟ 51
37 من صور المحزونين 52
38 قدر الحزن المطلوب 55
39 فضل الحزين يوم القيامة 55
40 حديث داود عليه السلام إلى ربه 56
41 حال المؤمن آناء الليل وأطراف النهار 57
42 باب ما جاء في الكمد 59
43 هل البكاء مسلاة؟ 59
44 ما هي نهاية الحزن 60
45 حديث العلماء عن الحزن 62
46 رجل يبكي لذنبه طول الليل 63
47 لبس ما يلبس العبيد ليحزن 64
48 حزن الحزن 64
49 هل حزنت لضياع العمر؟ 65
50 لا راحلة للمؤمن من دون لقاء الله 65
51 من أحاديث البشارة للمؤمنين 66
52 ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا 67
53 شدة كمد يعقوب على يوسف عليهما السلام 68
54 وصف الأولياء الأتقياء 69
55 أين الراحلة والفرح؟ 70
56 العباد الزهاد وحديث عن الحزن 71
57 حزن وبكاء في مجلس الوعظ 72
58 هل الحزن من أفضل العبادة؟ 73
59 أشد الناس هما المؤمن الصادق 75
60 قلوب الأبرار تغلي بأعمال البر 76
61 أجر بكاء يعقوب على يوسف وسببه 77
62 زوجوا الحور العين وأخدوا الغلمان 78
63 حال من ملأت الآخرة قلوبهم 80
64 اجعل الله همك 81
65 بكاء العمل وبكاء العين 81
66 شدة أحزان عتبة الغلام 82
67 هموم عطاء السليمي 83
68 رجل يبكي ويضحك معا!! 83
69 من وحي الله إلى أنبيائه 84
70 من آداب حامل القرآن 86
71 وصف أهل الجنة في الدنيا 87
72 صور شدة حزن عمر بن الخطاب على أخيه 88
73 فزع لذكر مواقف يوم القيامة 90
74 داود الطائي الحزين المهموم 91
75 قراء القرآن ثلاثة 92
76 ما للمرأة الحزينة من الاجر؟ 94
77 هل يسأل المؤمن ربه الحزن؟ 95
78 هل في الجنة أرفع من درجة العلماء 95
79 الحزن والهم على ألسنة الصحابة والتابعين 96
80 ذهاب الحزن من القلوب 97
81 من أسباب حزن المؤمن 98
82 هل في الدنيا راحة؟ 99
83 رجل ذهب عقله من شدة الحزن 100
84 آخر الكتاب 101