رأيت الحسن في منامي مشرق اللون شديد بياض الوجه تبرق مجاري دموعه من شدة بياضها على سائر وجهه قال فقلت يا أبا سعيد ألست عندنا من الموتى قال بلى قال قلت فماذا صرت إليه بعد الموت في الآخرة فوالله لقد كان طال حزنك وبكاؤك في أيام الدنيا فقال مبتسما رفع والله لنا ذلك الحزن والبكاء علم الهداية إلى طريق منازل الأبرار فحللنا بثوابه مساكن المتقين وأيم الله أن ذلك الامر من فضل الله علينا قال فقلت فماذا تأمرني به يا أبا سعيد قال ما آمرك به أطول الناس حزنا في الدنيا أطولهم فرحا في الآخرة رجل كأن عليه حزن الخلائق (41) حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين عن حكيم بن جعفر قال قال ويسمع قال لي عبد الواحد بن زيد لو رأيت الحسن لقلت قد بث عليه حزن الخلائق من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج ولو رأيت يزيد الرقاشي لقلت مبتلى (42) قال وأخبرني محمد بن الحسين عن أبي عمر الضرير عن صالح المري عن
(٤٨)