الفتنة ووقعة الجمل - سيف بن عمر الضبي - الصفحة ١٧٦
وأوى مروان بن الحكم إلى أهل بيت من عنزة يوم الهزيمة، فقال لهم:
اعلموا مالك بن مسمع بمكاني، فأتوا مالكا فأخبروه بمكانه، فقال لأخيه مقاتل:
كيف نصنع بهذا الرجل الذي قد بعث إلينا يعلمنا بمكانه؟ قال: أبعث ابن أخي فأجره والتمسوا له الأمان من علي، فإن آمنه فذاك الذي نحب، وإن لم يؤمنه خرجنا به وبأسيافنا، فإن عرض له جالدنا دونه بأسيافنا، فإما أن نسلم، وإما أن نهلك كراما. وقد استشار غيره من أهله من قبل في الذي استشار فيه مقاتلا فنهاه، فأخذ برأي أخيه، وترك رأيهم، فأرسل إليه فأنزله داره، وعزم على منعه إن اضطر إلى ذلك، وقال: الموت دون الجوار وفاء، وحفظ لهم بنو مروان ذلك بعد، وانتفعوا به عندهم، وشرفوهم بذلك، وأوى عبد الله بن الزبير إلى دار رجل من الأزد يدعى وزيرا، وقال: إئت أم المؤمنين فأعلمها بمكاني، وإياك أن يطلع على هذا محمد بن أبي بكر، فأتى عائشة رضي الله عنها فأخبرها فقالت: علي بمحمد، فقال: يا أم المؤمنين، إنه قد نهاني أن يعلم به محمد، فأرسلت إليه فقالت: إذهب مع هذا الرجل حتى تجيئني بابن أختك، فانطلق معه، فدخل بالأزدي على ابن الزبير، قال: جئتك والله بما كرهت، وأبت أم المؤمنين إلا ذلك. فخرج عبد الله ومحمد وهما يتشاتمان، فذكر محمد عثمان فشتمه، وشتم عبد الله محمدا حتى انتهى إلى عائشة في دار عبد الله ابن خلف - وكان عبد الله بن خلف قبل يوم الجمل مع عائشة، وقتل عثمان أخوه مع علي - وأرسلت عائشة في طلب من كان جريحا فضمت منهم ناسا، وضمت مروان فيمن ضمت، فكانوا في بيوت الدار.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 5
2 ترجمة سيف بن عمر 27
3 حول المصادر وطريقة البحث 29
4 الفتنة (مقتل عثمان بن عفان) 33
5 نفي المخالفين من أهل الكوفة 35
6 نفي المشاغبين من أهل البصرة إلى الشام 42
7 اجتماع الثوار على عثمان 44
8 دعوة عبد الله بن سبأ 48
9 مشاورات عثمان مع ولاته 50
10 المواجهة الأولى سنة 34 ه‍ 54
11 خروج الثوار إلى المدينة عام 35 ه‍ 57
12 ما قاله علي وطلحة والزبير للثوار وتظاهر بالعودة 59
13 مباغتة المدينة 60
14 كتابة عثمان إلى الأمصار 61
15 آخر خطبة لعثمان 64
16 الحصار 65
17 مقتل عثمان 72
18 بعض سير عثمان بن عفان 75
19 آراء متفرقة في تحليل الفتنة 76
20 دفن عثمان 84
21 ولاة الأمصار عند وفاته عثمان 85
22 بعض خطب عثمان 86
23 خلافة علي بن أبي طالب 89
24 الدولة بلا خليفة 91
25 المبايعة لعلي 93
26 مبايعة طلحة والزبير 94
27 أول خطبة لعلي 95
28 مطالب طلحة والزبير 97
29 أخبار عمال علي 99
30 كتابة علي إلى أبي موسى ومعاوية 101
31 وقعة الجمل 105
32 استئذان طلحة والزبير عليا في العمرة 107
33 استنفار أهل المدينة 108
34 وصول الخبر إلى عائشة 111
35 توجه عائشة إلى المدينة وعودتها 112
36 توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة 116
37 موقف عبد الله بن عمر 118
38 خروج علي إلى الربذة يريد البصرة 118
39 الموقف في البصرة 121
40 قتال عائشة وعثمان بن حنيف 126
41 الاتفاق على وقف القتال بين عثمان بن حنيف وعائشة 127
42 عودة القتال وإنتصار عائشة 129
43 مسير علي بن أبي طالب إلى البصرة 134
44 موقف أبي موسى الأشعري 138
45 نزول أمير المؤمنين علي ذا قار 143
46 مساعي الإصلاح 144
47 رؤوس الفتنة يحبطون مساعي الإصلاح 147
48 المعركة 155
49 صفة القتال يوم الجمل 172
50 انزال هودج عائشة 172
51 مقتل الزبير بن العوام 174
52 من انهزم يوم الجمل فاختفى ومضى في البلاد 175
53 دفن القتلى وتوجع علي عليهم 178
54 عدد قتل الجمل 179
55 دخول علي على عائشة ومعاقبته من أساء إليها 179
56 بيعة أهل البصرة عليا وقسمه ما في بيت المال عليهم 181
57 سيرة علي فيمن قاتل يوم الجمل 181
58 خروج عائشة من البصرة إلى مكة 182
59 كتابة علي إلى عاملة بالكوفة 182
60 تجهيز علي عائشة وإرسالها إلى المدينة 183