37 ((باب قوله تعالى: * (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما) *)) أي: هذا باب في قول الله عز وجل: * (وكلم الله موسى تكليما) * وفي بعض النسخ: باب ما جاء في قوله عز وجل: * (وكلم الله موسى تكليما) * وكذا في رواية أبي زيد المروزي، وفي رواية أبي ذر: باب ما جاء * (وكلم الله موسى تكليما) * ولغيرهما: باب قوله تعالى: * (وكلم الله موسى تكليما) * وأورد البخاري هذه الآية مستدلا بأن الله متكلم، وأجمع أهل السنة على أن الله تعالى كلم موسى بلا واسطة ولا ترجمان، وأفهمه معاني كلامه وأسمعه إياه إذ الكلام مما يصح سماعه، وهذه الآية أقوى ما ورد في الرد على المعتزلة.
وقال ابن التين: اختلف المتكلمون في سماع كلام الله فقال الأشعري: كلام الله القائم بذاته يسمع عند تلاوة كل تال وعند قراءة كل قارىء، وقال الباقلاني: إنما تسمع التلاوة دون المتلو والقراءة دون المقروء.
7515 حدثنا يحياى بن بكير، حدثنا الليث، حدثنا عقيل عن ابن شهاب، حدثنا حميد بن عبد الرحمان عن أبي هريرة أن النبي قال: احتج آدم وموسى فقال موسى: أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة، قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، بم تلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق؟ فحج آدم موسى ا مطابقته للترجمة في قوله: اصطفاك الله برسالته وبكلامه وعقيل بالضم هو ابن خالد. والحديث قد مضى في كتاب القدر.
قوله: احتج آدم وموسى أي: تحاجا وتناظرا. قوله: أخرجت ذريتك من الجنة أي: كنت سببا لخروجهم بواسطة أكل الشجرة. قوله: وبكلامه كذا في رواية الكشميهني: بكلامه، بالباء وفي رواية غيره: كلامه، بلا باء. قوله: بم أصله بما تلومني؟ ويروى: ثم تلومني؟ بالثاء المثلثة. قوله: فحج أي: غلب آدم موسى بالحجة.
7516 حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هاذا فيأتون آدم فيقولون له: أنت آدم أبو البشر خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا. فيقول لهم: لست هناكم... فيذكر لهم خطيئته التي أصاب ا هذا قطعة من حديث أنس طويل، وقد مضى في الرقاق.
وهشام هو الدستوائي: قال الكرماني: أين الترجمة؟ ثم قال: تمام الحديث وهو قول إبراهيم، عليه السلام؛ عليكم بموسى فإنه كليم الله، وقال الإسماعيلي؛ أراد ذكر موسى، قالوا له: وكلمك الله... فلم يذكره.
7517 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان عن شريك بن عبد الله أنه قال: سمعت ابن مالك يقول، ليلة أسري برسول الله من مسجد الكعبة إنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم. فقال آخرهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخراى فيما يراى قلبه، وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذالك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل، فشق جبريل ما بين