عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٤
مرة أخراى: فما تلافاه غيرها.
فحدثت به أبا عثمان فقال: سمعت هاذا من سلمان غير أنه زاد فيه: أذروني في البحر، أو كما حدث.
انظر الحديث 3468 وطرفه مطابقته للترجمة في قوله: قال الله. أي عبدي وشيخ البخاري عبد الله بن أبي الأسود هو عبد الله بن محمد بن أبي الأسود واسم أبي الأسود حميد بن الأسود البصري ومعتمر هو ابن سليمان يروي عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي البصري، وعقبة بن عبد الغافر أبو نهار الأزدي العوذي البصري، وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري، وفيه ثلاثة من التابعين.
والحديث مضى في ذكر بني إسرائيل عن أبي الوليد، وفي الرقاق عن موسى بن إسماعيل، ومضى الكلام فيه على نسق.
قوله: أو فيمن كان شك من الراوي. قوله: قال كلمة أي قال النبي، كلمة. قوله: يعني: أعطاه الله مالا وولدا تفسير لقوله: كلمة، وهو صفة لقوله: رجلا قوله: أي أب كنت لكم؟ لفظ: أي، منصوب بقوله: كنت وجاز تقديمه لكونه استفهاما. ويجوز الرفع. قوله: قالوا: خير أب بالنصب على تقدير: كنت خير أب، ويجوز الرفع بتقدير أنت خير أب. قوله: لم يبتئر من الافتعال من بأر بالباء الموحدة والراء أي: لم يقدم خبيئة خير ولم يدخر، يقال فيه: بارت الشيء وابتارته أباره وابتئره. قوله: أو لم يبتئز بالزاي موضع الراء، كذا في رواية أبي ذر، وقيل: ينسب هذا إلى أبي زيد المروزي. قوله: فاسحقوني من سحق الدواء دقه ومنه مسك سحيق. قوله: أو قال: فاسحكوني شك من الراوي وهو بمعناه، ويروى: فاسهكوني بالهاء بدل الحاء المهملة وقال الخطابي، ويروى فأسحلوني، يعني: باللام، ثم قال: معناه أبردوني بالمسحل وهو المبرد، ويقال للبرادة سحالة. قوله: فأذروني فيها أي: الريح من ذرى الريح الشيء وأذرته أطارته. قوله: وربي قسم من المخبر بذاك عنهم تأكيد لصدقه. قوله: أو فرق شك من الراوي أي: خوف منك. قوله: فما تلافاه بالفاء أي: فما تداركه. قوله: أن رحمه أي: بأن رحمه. قال الكرماني: مفهومه عكس المقصود، ثم قال: ما، موصولة أي: الذي تلافاه هو الرحمة أو نافية وكلمة الاستثناء محذوفة عند من جوز حذفها، أو المراد ما تلافى عدم الابتئار لأجل أن رحمه الله، أو بأن رحمه.
قوله: فحدثت به أبا عثمان وهو عبد الرحمن النهدي والقائل به هو سليمان التيمي، وقال بعضهم: ذهل الكرماني فجزم بأنه قتادة. قلت: لم أر هذا في شرحه، ولئن كان موجودا فله أن يقول: أنت ذهلت لأنه لم يبرهن على ما قاله. قوله: من سلمان هو سلمان الفارسي الصحابي، وأبو عثمان معروف بالرواية عنه.
حدثنا موسى حدثنا معتمر، وقال: لم يبتئر. وقال خليفة: حدثنا معتمر وقال: لم يبتئز، فسره قتادة: لم يدخر.
موسى هو ابن إسماعيل التبوذكي حدث عن معتمر بن سليمان، وقال: لم يبتئر، يعني بالراء وقد ساقه بتمامه في الرقاق. قوله: وقال خليفة أي: ابن خياط أحد شيوخ البخاري حدث عن معتمر، وقال: لم يبتئز بالزاي. قوله: فسره أي: فسر لفظ لم يبتئز قتادة بأن معناه لم يدخر.
36 ((باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم)) أي هذا باب في بيان كلام الرب عز وجل... الخ لما بين كلام الرب مع الملائكة المشاهدة له ذكر في هذا الباب كلامه مع البشر يوم القيامة بخلاف ما حرمهم في الدنيا. لحجابه الأبصار عن رؤيته فيها، فيرفع في الآخرة ذلك الحجاب عن أبصارهم ويكلمهم على حال المشاهدة، كما قال، ليس بينه وبينه ترجمان، وفي جميع أحاديث الباب كلام العرب عز وجل مع عباده.
7509 حدثنا يوسف بن راشد، حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد قال: سمعت أنسا، رضي الله عنه: قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»