عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٥
شفعت فقلت: يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة؛ فيدخلون، ثم أقول: أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء فقال أنس: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله ا مطابقته للترجمة ظاهرة لأن السياق يدل عليها من التشفيع وقوله: يا رب والإجابة مع أن الحديث مختصر.
ويوسف بن راشد هو يوسف بن موساى بن راشد القطان الكوفي نزيل بغداد، ونسبته لجده أشهر، وأحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي روى عنه البخاري بغير واسطة في الوضوء وغيره، وأبو بكر بن عياش بالعين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف الأسدي القارئ، وحميد هو الطويل.
قوله: شفعت على صيغة المجهول كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني بفتحه مخففا فالأول من التشفيع وهو تفويض الشفاعة إليه والقبول منه. قوله: أدخل الجنة بفتح الهمزة من الإدخال. قوله: من كان مفعوله. قوله: خردلة أي: من الإيمان.
وقال بعضهم ويستفاد منه: صحة القول بتجزيء الإيمان وزيادته ونقصانه. قلت: الإيمان هو التصديق بالقلب وهو لا يقبل الشدة والضعف، فكيف يتجزىء؟ ولفظ الخردلة والذرة والشعيرة تمثيل.
قوله: كأني أنظر إلى أصابع رسول الله، صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يعني: عند قوله: أدنى شيء يضم أصابعه ويشير بها.
7510 حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذناه فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة. فقال: يا أبا حمزة هاؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة. فقال: حدثنا محمد قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمان، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموساى فإنه كليم الله، فيأتون موساى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى، فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد فيأتوني فأقول: أنا لها. فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود. فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة، فحدثناه بما حدثنا أنس بن
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»