عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٣
يقدر عليه أحد) * وقيل أيضا على ظاهره ولكنه قاله وهو غير ضابط لنفسه، بل قاله في حال دخول الدهش والخوف عليه فصار كالغافل لا يؤاخذ به، أو أنه جهل صفة من صفات الله وجاهل الصفة كفره مختلف فيه، أو أنه كان في زمان ينفعه مجرد التوحيد، أو كان في شرعهم جواز العفو عن الكافر، أو معناه: لئن قدر الله على مجتمع صحيح الأعضاء ليعذبني وحسب أنه إذا قدر عليه محترقا مفترقا لا يعذبه.
7507 حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام، حدثنا إسحاق بن عبد الله سمعت عبد الرحمان بن أبي عمرة قال: سمعت أبا هريرة قال: سمعت النبي قال: إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال: أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا، وربما قال: أصبت فاغفر لي. فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره. فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال: أصاب ذنبا قال: قال رب أصبت أو أذنبت آخر فاغفره لي. فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء.
مطابقته للترجمة في قوله: فقال ربه وفي قوله: فقال: أعلم عبدي؟
وأحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر بن جندل أبو إسحاق السلمي السرماري نسبة إلى سرمارة قرية من قرى بخارى، وعمرو بن عاصم الكلاباذي البصري حدث عنه البخاري بلا واسطة في كتاب الصلاة وغيرها، وهمام هو ابن يحيى وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري التابعي المشهور، و عبد الرحمن بن أبي عمرة تابعي جليل من أهل المدينة له في البخاري عن أبي هريرة عشرة أحاديث غير هذا الحديث، واسم أبيه كنيته، وهو أنصاري صحابي، ويقال: إن لعبد الرحمن رؤية، وقال ابن أبي حاتم: ليست له صحبة.
والحديث أخرجه مسلم في التوبة عن عبد بن حميد وغيره. وأخرجه النسائي في اليوم والليلة عن عمرو بن منصور.
قال ربه: أعلم؟ بهمزة الاستفهام والفعل الماضي. قوله: يأخذ به أي: يعاقبه عليه. قوله: ثم مكث ما شاء الله أي: من الزمان. قوله: فاغفره لي أي: اغفر الذنب لي واعف عني. قوله: فليعمل ما شاء معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك. وقال النووي في الحديث: إن الذنوب ولو تكررت مائة مرة بل ألفا وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته.
7508 حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا معتمر، سمعت أبي، حدثنا قتادة عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا فيمن سلف أو فيمن كان قبلكم قال كلمة يعني: أعطاه الله مالا وولدا، فلما حضرت الوفاة قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب. قال: فإنه لم يبتئر أو لم يبتئز عند الله خيرا، وإن يقدر الله عليه يعذبه فانظروا إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت فحما فاسحقوني أو قال: فاسحكوني فإذا كان يوم ريح عاصف فأذروني فيها، فقال نبي الله فأخذ مواثيقهم على ذالك وربي ففعلوا، ثم أذروه في يوم عاصف، فقال الله عز وجل: كن فإذا هو رجل قائم، قال الله: أي عبدي ما حملك على أن فعلت ما فعلت؟ قال: مخافتك أو فرق منك قال: فما تلافاه أن رحمه عندها وقال
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»