عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٠
هذا في أول صحيفة بعض الرواة عن أبي هريرة بالإسناد متقدما على الأحاديث فلما أراد نقل حديث منها ذكروه مع الإسناد.
قوله: نحن الآخرون أي: في الدنيا السابقون في الآخرة.
قوله: وبهذا الإسناد أي: الإسناد المذكور، وهو: حدثنا أبو اليمان... إلى آخره. قوله: أنفق بفتح الهمزة أمر من الإنفاق أي: أنفق على عباد الله. قوله: أنفق بضم الهمزة فعل المتكلم من المضارع جواب الأمر، فإذا أنفق العبد أعطاه الله عوضه بل أكثر منه أضعافا مضاعفة.
7497 حدثنا زهير بن حرب، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فقال: هاذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو إناء فيه شراب فأقرئها من ربها السلام وبشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
انظر الحديث 3820 مطابقته للترجمة في قوله: فأقرئها من ربها السلام وهو بمعنى التسليم عليها.
وابن فضيل بالتصغير اسمه محمد، وعمارة بضم العين المهملة وتخفيف الميم ابن القعقاع، وأبو زرعة بضم الزاي وسكون الراء وبالعين المهملة اسمه هرم البجلي.
ومضى الحديث في المناقب في: باب تزويج النبي خديجة وفضلها، رضي الله تعالى عنها.
قوله: فقال هذه خديجة أتتك القائل هو جبريل، عليه السلام، وقد تقدم في المناقب: أن أبا هريرة قال: أتى جبريل النبي فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت... الحديث. وهذاك يوضح هذا. ونقل الكرماني هذا هكذا، ثم قال: ومع هذا فالحديث غير مرفوع بل هو موقوف، يعني بالنظر إلى صورة هذا فقول بعضهم: جزم الكرماني أن هذا الحديث موقوف غير مرفوع، مردود مجرد تشنيع عليه بلا وجه لأن مقصوده بالنظر إلى ما ورد هنا مختصرا، ولم يجزم بأنه موقوف. قوله: أتتك وفي رواية المستملي: تأتيك، بصيغة المضارع، وتقدم هناك: أتت، بغير ضمير. قوله: بإناء فيه طعام أو إناء فيه شراب هكذا رواية الأكثرين وفي رواية الأصيلي وأبي ذر: بإناء فيه طعام أو إناء أو شراب، وقال الكرماني: ما معنى ما قاله ثانيا: أو إناء؟ ثم أجاب: يعني قال: إناء فيه طعام أو أطلق الإناء ولم يذكر ما فيه، ولم يوجد في بعض النسخ الثاني وفي بعض الروايات: أو أدام، مكانه، وهذا الترديد شك من الراوي: أو شراب، بالرفع والجر. قوله: ببيت في التوضيح بيت الرجل قصره وبيته داره وبيته شرفه. قوله: من قصب قال الكرماني: يريد به قصب الدر المجوف، وقيل: اصطلاح الجوهريين أن يقولوا: قصب من الدر وقصب من الجوهر، وقال الهروي: أراد بقصر من زمردة مجوفة أو من لؤلؤة مجوفة. قوله: لا صخب فيه أي: لا صياح ولا جلبة. قوله: ولا نصب أي: ولا تعب، وقال الداودي: يعني لاعوج.
7498 حدثنا معاذ بن أسد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مطابقته للترجمة في قوله: قال الله ومعاذ بضم الميم وبالذال ابن أسد أبو عبد الله المروزي نزل البصرة روى عن عبد الله بن مبارك المروزي.
والحديث مضى في تفسير سورة السجدة من رواية الأعرج عن أبي هريرة، وهذا من الأحاديث القدسية.
قوله: أعددت أي: هيأت. قوله: لعبادي الإضافة فيه للتشريف أي: لعبادي المخلصين، ويروى: لعبادي. فقط.
7499 حدثنا محمود، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره أنه سمع ابن عباس يقول: كان النبي إذا تهجد من الليل قال: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق ووعدك الحق، وقولك الحق ولقاؤك الحق، والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»