9656 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة).
مطابقته لجزئي الترجمة من حيث كون المقعدين فيهما نوع صفة لهما.
وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأبو الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز وهذا الإسناد بهؤلاء الرجال قد مر مرارا عديدة.
والحديث وقع عند ابن ماجة من طريق آخر عن أبي هريرة: أن ذلك يقع عند المسألة في القبر.
قوله: (لو أساء) يعني: لو عمل عمل السوء وصار من أهل جهنم. قوله: (ليزداد شكرا) قيل: الجنة ليست دار شكر بل هي دار جزاء. وأجيب: بأن الشكر ليس على سبيل التكليف بل هو على سبيل التلذذ، أو المراد لازمه وهو الرضى والفرح، لأن الشاكر على الشيء راض به فرحان بذلك. قوله: (لو أحسن) أي: لو عمل عملا حسنا وهو الإسلام. قوله: (ليكون عليه حسرة) أي: زيادة في تعذيبه.
0756 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمر و عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قلت: يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: (لقد ظننت يا با هريرة أن لا يسألني عن هاذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إلاه إلا الله، خالصا من قبل نفسه). (انظر الحديث 99).
لو ذكر هذا عقيب حديث أنس المذكور كان أنسب على ما لا يخفى.
وعمرو هو ابن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب.
والحديث مضى في كتاب العلم في: باب الحرص على الحديث، ومر الكلام فيه.
قوله: (يا با هريرة) أصله: يا أبا هريرة، حذفت الألف تخفيفا. قوله: (أن لا يسألني) كلمة: أن، مخففة من المثقلة. قوله: (أول) بفتح اللام حال ويجوز رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هو أول، وفي بعض النسخ، أولى منك. قوله: (لما رأيت اللام) فيه مكسورة وهي لام التعليل. قوله: (من قبل نفسه) بكسر القاف وفتح الباء أي: من جهة نفسه طوعا ورغبة، ووقع في رواية لأحمد وابن حبان من طريق أخرى عن أبي هريرة نحوه، وفيه: شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه، وهذه الشفاعة غير الشفاعة الكبرى في الإراحة من كرب الموقف.
1756 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا، رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله: إذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملآي، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملآى! فيقول: إذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملآى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملآى. فيقول: إذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول: تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك؟) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه الخروج من النار والدخول في الجنة باعتبار الوجه الذي ذكرناه في التراجم المذكورة.