عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٩٢
5986 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. (انظر الحديث 2067).
مطابقته للترجمة ظاهرة. ورجاله قد تكرر ذكرهم بهذا النسق.
والحديث أخرجه مسلم أيضا في الأدب عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده به.
وقد ورد في فضل صلة الرحم أحاديث كثيرة: منها حديث علي رضي الله عنه، رواه عبد الله بن أحمد في (زوائده على المسند) والبزار والطبراني والحاكم في (المستدرك) بلفظ: من سره أن يمدله في عمره ويوسع عليه في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليصل رحمه. ومنها حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي: أن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر. ومنها حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه أحمد بسند رجاله ثقات مرفوعا: صلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار. ومنها حديث أبي هريرة أخرجه أبو موسى المديني في: (كتاب الترغيب والترهيب) مرفوعا: والوالدين يزيد في العمر والكذب ينقص الرزق وبر الوالدين من أعظم صلة الرحم، وروي أيضا من حديث ابن عباس وثوبان مسندا عن التوراة: (ابن آدم! اتق ربك وبر والديك وصل رحمك أمد لك في عمرك). وروي أيضا عن ثوبان يرفعه: لا يزيد في العمر إلا بر الوالدين ولا يزيد في الرزق إلا صلة الرحم، وروي أيضا من حديث محمد بن علي عن أبيه عن جده علي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال، وسأل عن قوله: * (يمحو الله ما يشاء) * (الرعد: 39) قال: هي الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف وصلة الرحم تحول الشقاء سعادة وتزيد في العمر وتقي مصارع السوء، يا علي ومن كانت فيه خصلة واحدة من هذه الأشياء أعطاه الله تعالى هذه الثلاث الخصال، وروي من حديث عبد الله بن عمر يرفعه: أن الإنسان ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، وأن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فينقص الله عمره حتى لا يبقى منه إلا ثلاثة أيام. قال أبو موسى: هذا حديث حسن، وروي من حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن في صفة بالمدينة، فقال: إني رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه، قال أبو موسى: هذا حديث حسن جدا.
13 ((باب من وصل وصله الله)) أي: هذا باب في بيان من وصل رحمه الله، يعني: يعطف عليه بفضله إما في عاجل دنياه أو آجل آخرته، والعرب تقول إذا تفضل رجل على رجل آخر بمال أو وهبه هبة: وصل فلان فلانا، كذا.
5987 حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معاوية بن أبي مزرد قال: سمعت عمي سعيد بن يسار يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذاا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم! أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقرأوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الارض وتقطعو 1764; ا أرحامكم) * (محمد: 22).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وبشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة ابن محمد أبو محمد السختياني المروزي، وعبد الله بن المبارك المروزي، ومعاوية بن أبي مزرد بضم الميم وفتح الزاي وكسر الراء المشددة وبالدال المهملة المدني وله حديث آخر وهو ثالث أحاديث الباب عن عائشة، وحديث آخر قد مر في الزكاة، يروي عن عمه سعيد بن يسار ضد اليمين أبي الحباب مولى شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات سنة تسع عشرة ومائة.
والحديث مضى
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»