وائل هو سعيد بن إياس البصري، و عبد الرحمن بن أبي بكرة يروي عن أبيه بكرة نفيع مصغر نفع الثقفي.
والحديث مضى في الشهادات في: باب ما قيل في شهادة الزور، فإنه أخرجه هناك من طريقين، ومضى الكلام فيه.
قوله: (ألا أنبئكم؟) وفي رواية الاستئذان: ألا أخبركم؟ وكلاهما بمعنى واحد، وفي رواية الترمذي: ألا أحدثكم؟ وفيه دليل على أنه ينبغي للعالم أن يعرض على أصحابه ما يريد أن يخبرهم به إما لأجل الحض على التفريغ والاستماع له، وأما السبب يقتضي التحذير مما يحذرهم وإما للحض على الإتيان بما فيه صلاحهم. قوله: (بأكبر الكبائر) أي: بأعظم الذنوب الكبائر، وفي بعض النسخ، قال: الكبائر، ثلاثا، أي: قالها ثلاث مرات على عادته في التكرير تأكيدا لتنبيه السامع على إحضار قلبه، وفهمه الذي يقوله، ولا يظن أن المراد به عدد الكبائر وهو بعيد. قوله: قال: الإشراك بالله أي: أحد الكبائر: الإشراك بالله، وهذا ليس على ظاهره من الحصر لأنه قد وردت أحاديث كثيرة تخبر بأكبر الكبائر على ما ذكرناه عن قريب، فحينئذ تقدر فيه كلمة: من، عوض الباء أي من أكبر الكبائر، وهكذا جاءت في أحاديث قد ذكرناها، وقال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يراد بقوله: الإشراك بالله، مطلق الكفر، ويكون تخصيصه بالذكر لغلبته في الوجود. قوله: (وعقوق الوالدين) قد مر تفسيره عن قريب، قال الكرماني: العقوق كبيرة لأنها ما توعد عليها الشارع بخصوصها، فما وجه كونه أكبرها؟ وأجاب بقوله: لأن الوالد بحسب الظاهر كالموجد له صورة ولهذا قرن الله عز وجل الإحسان إليه بتوحيده فقال: * (وقضى ربك.... وبالوالدين إحسانا) * (الإسراء: 23). قوله: (وكان متكئا) أي: قال صلى الله عليه وسلم ما قاله من صدر الحديث حال كونه متكئا (فجلس فقال: ألا وقول الزور) وكلمة: لا، كلمة تنبيه وتحضيض لضبط ما يقال وفهمه على وجه، والزور في الأثل الانحراف وفي الاستعمال هو تمويه الباطل بما يوهم أنه حق وإنما كرره بهذا الوجه لأن الدواعي إليه كثيرة وأسهل وقوعا على الناس والشرك ينبو عنه المسلم وعقوق الوالدين ينبو عنه الطبع، قوله: (وشهادة الزور) عطف على قوله: (وقول الزور) عطف تفسير لأن: قول الزور، أعم من أن يكون كفرا ومن أن يكون شهادة أو كذبا آخر من الكذبات، وقيل: المراد بقول الزور هنا الكفر، فإن الكافر شاهد بالزور قائل به. قلت: هذا فهم من قوله: (الإشراك بالله) قوله: (حتى قلت: لا يسكت) القائل هو أبو بكرة، وفي رواية الترمذي: فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا: ليته سكت إشفاقا عليه.
5977 حدثني محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: حدثني عبيد الله بن أبي بكر، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور أو قال: شهادة الزور. قال شعبة: وأكبر ظني أنه قال: شهادة الزور. (انظر الحديث 2653 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة، ومحمد بن الوليد عبد الحميد ولقبه حمدان وهو شيخ مسلم أيضا، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس يروي عن جده أنس بن مالك.
والحديث مضى في الشهادات عن عبد الله بن منير، وسيأتي في الديات عن إسحاق بن منصور.
قوله: (أو سئل عن الكبائر) شك من الراوي، وفي الشهادات: سئل، فقط.
7 ((باب صلة الوالد المشرك)) أي: هذا باب في بيان مشروعية الصلة من المسلم لوالده المشرك، وعبر ابن بطال عنه بالوجوب، لأن الله تعالى قال: * ((13) وصاحبهما في الدنيا معروفا) * (لقمان: 15) فأمر الله تعالى في هذه الآية ببرهما ومصاحبتهما بالمعروف وإن كانا مشركين.
9 - (حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة أخبرني أبي أخبرتني أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما قالت أتتني أمي راغبة في عهد النبي فسألت النبي آصلها قال نعم: قال ابن عيينة فأنزل الله تعالى فيها * (لا ينهاكم الله عن الذين