عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٩٤
عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرحم شجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وهذا الحديث بلفظ حديث أبي هريرة إلا أنه بلفظ الغيبة.
14 ((باب يبل الرحم ببلالها)) أي: هذا باب يذكر فيه يبل الرحم ببلالها، ولفظ يبل على بناء المعلوم وفاعله محذوف تقديره: يبل الشخص المكلف، والرحم منصوب على أنه مفعول يبل، ويجوز أن يكون يبل على صيغة المجهول مسندا إلى الرحم المرفوع به. قوله: ببلالها، بكسر الباء الموحدة، وكل ما يبل به الحلق من الماء واللبن يسمى: بلالا، وقد يجمع البلة بالكسر وهي النداوة على بلال، وقال الخطابي: البلال مصدر بللت الرحم أبلة، بلالا وبلالا بالكسر والفتح إذا نديتها بآلة.
5990 حدثنا عمرو بن عباس حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول: إن آل أبي فلان! قال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر بياض.. ليسوا بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين.
زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: ولاكن لهم رحم أبلها ببلالها يعني: أصلها بصلتها.
مطابقته للترجمة في قوله: (أبلها ببلالها). وعمرو بفتح العين أبو عثمان البصري، ومحمد بن جعفر هو غندر، وإسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي واسم أبي خالد سعد، ويقال: هرمز، وقيس بن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي واسمه عوف البجلي، قدم المدينة بعدما قبض النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث أخرجه مسلم في الأيمان عن أحمد بن حنبل عن غندر به.
قوله: (جهارا) أي: سمعت سماعا جهارا، المعنى: كان المسموع في حال الجهار دون السر، وهذا للتأكيد ويحتمل أن يكون المعنى: أقول ذلك جهارا لا سرا. قوله: (يقول) أي: النبي صلى الله عليه وسلم: (إن آل أبي فلان) هكذا في رواية المستملي، وفي رواية غيره: إن آل أبي، بحذف ما يضاف إلى أداة الكنية، ووقع في رواية مسلم كرواية المستملي، وذكر القرطبي أنه وقع في أصل مسلم موضع: فلان، ولبعضهم أنه: قال أبي فلان، بالجزم. قوله: (قال عمرو) هو ابن عباس شيخ البخاري فيه. قوله: (في كتاب محمد بن جعفر) وهو غندر شيخ عمر والمذكور فيه. قوله: (بياض) قال عبد الحق في كتاب (الجميع بين الصحيحين) : الصواب في ضبط هذه الكلمة بالرفع أي: وقع في كتاب محمد بن جعفر موضع أبيض يعني بغير كتابة، وفهم بعضهم منه أنه الاسم المكني عنه في الرواية، فقرأه بالجر على أنه في كتاب محمد بن جعفر أن آل أبي بياض، وهو فهم بعيد سئ لأنه لا يعرف في العرب قبيلة يقال لها: آل أبي بياض فضلا عن قريش، وسياق الحديث يشعر بأنهم من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم وهي قريش، بل فيه إشعار بأنهم أخص من ذلك، لقوله: إن لهم لرحما، وأبعد من ذلك من حمله على بني بياضة، وهم بطن من الأنصار لما فيه من التغيير والترخيم الذي لا يجوزه الأكثرون. وقال عياض: إن المكني عنه هو الحكم بن أبي العاص. قوله: (ليسوا بأوليائي) كذا في رواية الأكثرين، وفي رواية لأبي ذر: بأولياء، ونقل ابن التين عن الداودي أن المراد بهذا النفي من لم يسلم منهم فيكون هذا من إطلاق الكل وإرادة البعض. وقال الخطابي: الولاية المنفية ولاية القرب والاختصاص لا ولاية الدين. قوله: (وصالح المؤمنين) كذا في رواية الأكثرين بإفراد صالح، ووقع في رواية البرقاني: وصالحو المؤمنين، بالجمع، وقال الزمخشري: هو واحد وأريد به الجمع لأنه جنس ويجوز أن يكون أصله: وصالحوا المؤمنين بالواو، فكتب بغير اللفظ على الواو، وقال النووي: معنى الحديث أن وليي
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»