عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ٢
19 ((باب الأكسية والخمائص)) أي: هذا باب في ذكر الأكسية، جمع كساء وأصله: كسا، ولأنه من كسوت إلا أن الواو لما جاءت بعد الألف قلبت همزة. والخمائص جمع خميصة بالخاء المعجمة والصاد المهملة، وهو كساء من صوف أسود أو خز مربعة لها أعلام، ولا يسمى الكساء خميصة إلا إن كان لها علم، وقيل: الخميصة كساء لها علم من حرير وكانت من لباس السلف.
5816 حدثني يحياى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم: طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال: وهو كذالك: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا.
مطابقته للترجمة في قوله: (يطرح خميصة له) و يحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي المصري، و عقيل بضم العين ابن خالد، و ابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.
قوله: (عن عبيد الله)... إلى آخره، ووقع في بعض النسخ: عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن عائشة وابن عباس، قال الجياني وقع هذا في رواية أبي محمد الأصيلي عن أبي أحمد الجرجاني، وقال: هذا وهم والصواب بدون لفظ: أبيه.
والحديث مضى عن عائشة وحدها بطريق آخر في الجنائز في: باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، ومضى الكلام فيه.
قوله: (لما نزل) على صيغة المجهول، والمراد نزول الموت. قوله: (طفق) بكسر الفاء أي: جعل الخميصة على وجهه من الحمى (فإذا اغتم) أي: احتبس نفسه كشفها. قوله: (وهو كذلك) الواو فيه للحال. قوله: (يحذر) جملة حالية لأنه بالتدريج يصير مثل عبادة الأصنام.
34 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في خميصة له لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما سلم قال: اذهبوا بخميصتي هاذه إلى أبي جهم. فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي وائتوني بأنبجانية أبي جهم ابن حذيفة بن غانم من بني عدي بن كعب. (انظر الحديث 373 وطرفه).
مطابقته للترجمة في قوله: (إذهبوا بخميصتي هذه) وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.
والحديث مضى في الصلاة في: باب إذا صلى في ثوب له أعلام، فإنه أخرجه هناك عن أحمد بن يونس عن إبراهيم بن سعد إلى آخره
(٢)
الذهاب إلى صفحة: 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»