عمدة القاري - العيني - ج ٢٢ - الصفحة ١٠٣
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما، ثم يقول: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما. (انظر الحديث 3735 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعبد الله بن محمد هو السندي، وعارم بفتح العين المهملة وكسر الراء لقب محمد بن الفضل السدوسي وهو من مشايخ البخاري روى عنه في الإيمان بدون الواسطة، والمعتمر بن سليمان بن طرخان يروي عن أبيه، وأبو تميمة بفتح التاء المثناة من فوق طريف بفتح الطاء المهملة وكسر الراء ابن مجالد بالجيم الهجمي بضم الهاء وفتح الجيم، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث وآخر سيأتي في كتاب الأحكام من روايته عن جندب البجلي، وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي بفتح النون وسكون الهاء.
وسليمان وأبو تميمة وأبو عثمان كلهم من التابعين.
والحديث مضى في فضائل أسامة بن زيد عن موسى بن إسماعيل، وفي فضائل الحسن عن مسدد، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (يحدثه أبو عثمان) أي: يحدث أبا تميمة أبو عثمان عبد الرحمن. قوله: (فيقعدني) بضم الياء من الإقعاد. قوله: (اللهم ارحمهما) الرحمة من الله إيصال الخير، ومن العباد الرأفة والتعطف، وقال الداودي: لا أرى ذلك وقع في وقت واحد، لأن أسامة أكبر من الحسن، لأن عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان ثمان سنين، وأسامة كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وقد أمره على جيش وفيه عدد كثير فيهم عمر بن الخطاب، وأخبر جماعة أن عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان عشرين سنة، وأجاب بعضهم عن هذا بالاحتمال ما ملخصه: أنه أقعده على فخذه لمرض مثلا أصابه، ففي تلك الحالة جاء الحسن فأقعده على فخذه الأخرى، وقال معتذرا عن ذلك: إني أحبهما، وفيه تأمل. قلت: إن كان الخصم يرضى بالجواب الاحتمالي فأقول أيضا: يحتمل أن يكون أقعده بحذاء فخذه لينظر في مرضه، فعبر أسامة بقوله: (يقعدني على فخذه) إظهار للمبالغة في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، والله أعلم.
وعن علي قال: حدثنا يحيى حدثنا سليمان عن أبي عثمان قال التيمي: فوقع في قلبي منه شيء. قلت: حدثت به كذا وكذا فلم أسمعه من أبي عثمان، فنظرت فوجدته عندي مكتوبا فيما سمعت.
علي هو ابن المديني، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وسليمان بن طرخان التيمي هو المذكور فيما قبله، وأبو عثمان هو عبد الرحمن النهدي، ثم أعلم أن قوله: (وعن علي)، معطوف على السند الذي قبله وهو قوله: حدثنا بعد الله بن محمد، وعن علي إلى آخره. قوله: (قال التيمي) هو موصول بالنسد المذكور وهو سليمان. قوله: (فوقع في قلبي منه شيء) أي: دغدغة: هل سمعه من أبي تميمة عن أبي عثمان، أو سمعه من أبي عثمان بغير واسطة؟ قوله: (قلت: حدثت) بضم الحاء على صيغة المجهول به أي: بهذا الحديث. قوله: (كذا وكذا) يعني: كثيرا فلم أسمعه من أبي عثمان فنظرت في كتابي فوجدته مكتوبا فيما سمعته منه فزالت الدغدغة.
23 ((باب حسن العهد من الإيمان)) أي: هذا باب في بيان حسن العهد من كمال الإيمان لأن جميع أفعال البر من الإيمان، والعهد هنا رعاية الحرمة، قاله أبو عبيد، وقال عياض: هو الاحتفاظ بالشيء والملازمة له، وقال الراغب: حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال، ولفظ العهد باللاشتراك يطلق على معان كثيرة: الزمان والمكان واليمين والذمة والصحبة والميثاق والأمان والنصيحة والوصية والمطر، ويقال له: العهاد أيضا.
6004 حدثنا عبيد بن اسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين لما كنت أسمعه يذكرها، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذبح الشاة ثم يهدي في خلتها منها.
مطابقته للترجمة في حسن العهد وهو إهداء النبي صلى الله عليه وسلم، اللحم لإخوان خديجة ومعارفها ورعبا منه لذمامها
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»