عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٤٣
فارس: سمي بذلك لأنه يرى حتى عاد نضوا أي: هزيلا، وحكى الجوهري عن بعض أهل اللغة: أن النضي النصل، والأول أولى. قوله: (إلى قذذه)، بضم القاف وبذالين معجمتين الأولى مفتوحة، وهو جمع قذة وهي واحدة الريش الذي على السهم، يقال: أشبه به من القذة بالقذة، لأنها تحذى على مثال واحد. قوله: (قد سبق الفرث)، أي: قد سبق السهم بحيث لم يتعلق به شيء من الفرث والدم ولم يظهر أثرهما فيه، والفرث السرجين ما دام في الكرش، ويقال: الفرث ما يجتمع في الكروش مما تأكله ذوات الكروش، وقال القاضي: يعني نفذ السهم في الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق شيء منه به. قوله: (آيتهم)، أي: علامتهم. قوله: (أو مثل البضعة)، بفتح الباء الموحدة أي: مثل قطعة اللحم. قوله: (تدردر) بدالين وراءين مهملات، أي: تضطرب، وهو فعل مضارع من الدردرة، وهو صوت إذا اندفع سمع له اختلاط. وقيل: تدردر تجيء وتذهب، ومنه دردر الماء. قوله: (على خير فرقة)، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء: أي: على أفضل فرقة، أي: طائفة، وهذه رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: على حين فرقة، بكسر الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف ثم نون، وفرقة، بضم الفاء على هذه الرواية أي: على زمان فرقة أي: افتراق، وقال القاضي: خير فرقة، أي: أفضل طائفة هم علي، رضي الله تعالى عنه، وأصحابه، وخير القرون وهو الصدر الأول. قوله: (فالتمس)، على صيغة المجهول أي: فطلب قوله: (على نعت النبي صلى الله عليه وسلم) أي: وصفه الذي وصفه، والفرق بين الصفة والنعت هو أن النعت يكون بالحلية، نحو: الطويل والقصير، والصفة بالأفعال نحو: خارج وضارب، فعلى هذا لا يقال: الله منعوت، بل يقال: موصوف، وقيل: النعت ما كان لشيء خاص: كالعرج والعمى والعور، لأن ذلك يخص موضعا من الجسد، والصفة ما لم تكن لشيء مخصوص: كالعظيم والكريم. قلت: فلذلك قال أبو سعيد، رحمه الله تعالى، هنا: على نعت النبي صلى الله عليه وسلم، فافهم، فإن فيه دقة.
1163 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي رضي الله تعالى عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي في آخر االزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وسفيان هو ابن عيينة، والأعمش هو سليمان، وخيثمة، بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 143 144 145 146 146 147 ... » »»