مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
مطابقته للترجمة ظاهرة، مثل الذي ذكرناه فيما قبل. و يحيى بن موسى بن عبد ربه السختياني البلخي الذي يقال له: خت، بفتح الخاء المعجمة وتشديد التاء المثناة من فوق، و الوليد هو ابن مسلم القرشي الأموي أبو العباس الدمشقي، و ابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر مر في الصلاة، وبسر، بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة: ابن عبيد الله، بضم العين مصغر الحضرمي بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة، وأبو إدريس اسمه عائذ الله، بالعين المهملة وبالذال المعجمة: من العوذ ابن عبد الله الخولاني، وهؤلاء الأربعة شاميون.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الفتن عن أبي موسى محمد بن المثنى به. وأخرجه مسلم، قال المزي في الفتن: وليس كذلك، وإنما أخرجه في كتاب الإمارة والجماعة عن محمد بن المثنى به. وأخرجه ابن ماجة في الفتن عن علي بن محمد ببعضه.
قوله: (مخافة)، نصب على التعليل وكلمة: أن مصدرية. قوله: (دخن)، بفتح الدال المهملة والخاء المعجمة: وهو الدخان، والمعنى: ليس خيرا خالصا، ولكن يكون معه شوب وكدورة بمنزلة الدخان في النار، وقيل: الدخن الأمور المكروهة، قاله ابن فارس، وقال صاحب (العين): الدخن الحقد، وقال أبو عبيد: تفسيره في الحديث الآخر، وهو قوله: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه، وفي (الجامع): هو فساد في القلب وهو مثل الدغل، وقال النووي: المراد من الدخن أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض ولا ترجع إلى ما كانت عليه من الصفاء. قوله: (بغير هدي)، بالتنوين، ويروى بغير هدى، بضم الهاء وتنوين الدال، ويروى: بغير هديي، بإضافة الهدي إلى ياء المتكلم. قوله: (تعرف منهم وتنكر)، قال القاضي عياض: الخير بعد الشر أيام عمر بن عبد العزيز، والذي يعرف منهم وينكر الأمراء بعده، ومنهم من يدعو إلى بدعة أو ضلالة كالخوارج ونحوهم. قوله: (دعاة)، بضم الدال: جمع داع. قوله: (من جلدتنا)، قال الكرماني: أي من العرب، وقال الخطابي: أي من أنفسنا وقومنا، والجلد غشاء البدن واللون إنما يظهر فيه، وقال الداودي: من بني آدم، وقال الشيخ أبو الحسن: أراد أنهم في الظاهر مثلنا معنا، وفي الباطن مخالفون لنا في أمورهم، وجلدة الشيء ظاهره. قوله: (ولو أن تعض) أي: ولو كان الاعتزال بأن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك العض بالأسنان، وهو من باب عضض يعضض مثل: مس يمس، ومنه قوله تعالى: * (ويوم يعض الظالم على يديه) * (الفرقان: 72). فأدغمت الضاد في الضاد، فصار: عض يعض، وحكى القزاز ضم العين في المضارع مثل: شد يشد. قوله: (وأنت على ذلك)، الواو فيه للحال.
7063 حدثني محمد بن المثنى قال حدثني يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني قيس عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر. (انظر الحديث 6063 وطرفه).
هذا طريق آخر من حديث حذيفة أخرجه محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل بن أبي خالد البجلي الكوفي عن قيس بن أبي حازم عنه.
قوله: (تعلم)، على وزن تفعل، ماض من التعلم. (وأصحابي) فاعله (والخير) بالنصب مفعوله، (وتعلمت) من باب التفعل أيضا أي: وتعلمت أنا الشر، والمعنى: أصحابي كانوا يسألون عن أبواب الخير ويتعلمون الخير، وإنا كنت