عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٤٤
وفتح الثاء المثلثة: ابن عبد الرحمن الجعفي الكوفي، ورث مائتي ألف وأنفقها على أهل العلم، وسويد، بضم السين المهملة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف: ابن غفلة، بفتح الغين المعجمة والفاء، وقد مر في أول كتاب اللقطة.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في فضائل القرآن عن محمد بن كثير عن سفيان أيضا وفي استتابة المرتدين عن عمر بن حفص، وأخرجه مسلم في الزكاة عن محمد بن عبد الله بن نمير وأبي سعيد الأشج وعن إسحاق بن إبراهيم وعن عثمان بن أبي شيبة وأبي بكر بن أبي كريب وزهير وعن أبي بكر بن نافع ومحمد بن أبي بكر، الكل عن الأعمش عن خيثمة وأخرجه أبو داود في السنة عن محمد بن كثير. وأخرجه النسائي في المحاربة عن محمد بن بشار، ولم يذكر صدر الحديث.
قوله: (فلإن أخر) من الخرور وهو الوقوع والسقوط، قوله: (خدعة) بفتح الخاء المعجمة وضمها وكسرها، والظاهر إباحة الكذب في الحرب، لكن الاقتصار على التعريض أفضل. قوله: (حدثاء الأسنان) أي: الصغار، وقد يعبر عن السن بالعمر، والحدثاء جمع: حديث السن، وكذا يقال: غلمان حدثان بالضم، قوله: (سفهاء الأحلام) أي: ضعفاء العقول، والسفهاء جمع سفيه وهو خفيف العقل. قوله: (يقولون من قول خير البرية) أي: من السنة، وهو قول محمد صلى الله عليه وسلم خير الخليقة، قال الكرماني: ويروى: من خير قول البرية، أي: من القرآن، ويحتمل أن تكون الإضافة من باب ما يكون المضاف داخلا في المضاف إليه، وحينئذ يراد به السنة لا القرآن، هو كما قال الخوارج: لا حكم إلا لله، في قضية التحكيم، وكانت كلمة حق ولكن أرادوا بها باطلا. قوله: (يمرقون) أي: يخرجون وقد مر عن قريب. قوله: (حناجرهم) جمع حنجرة وهي رأس الغلصمة حيث تراه ناتئا من خارج الحلق. قوله: (فإن قتلهم أجر لمن قتلهم) هذا هكذا رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم، وإنما كان الأجر في قتلهم لأنهم يشغلون عن الجهاد ويسعون بالفساد لافتراق كلمة المسلمين.
2163 حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون.
مطابقته للترجمة ظاهرة. ويحيى هو القطان وإسماعيل بن أبي خالد، وقيس بن أبي حازم البجلي، وخباب، بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى: ابن الأرت، بفتح الهمزة والراء وبالتاء المثناة من فوق، كان سادس ستة في الإسلام مات بالكوفة، رضي الله تعالى عنه.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الإكراه عن مسدد وفي مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، عن الحميدي. وأخرجه أبو داود في الجهاد عن عمرو بن عون وعن خالد بن عبد الله. وأخرجه النسائي في العلم عن عبدة ابن عبد الرحمن وفي الزينة عن يعقوب بن إبراهيم وابن المثنى ببعضه.
قوله: (وهو متوسد) والواو فيه للحال (وبردة) منصوبة به وهي نوع من الثياب معروف، وكذلك البرد. قوله: (ألا تستنصر) أي: ألا تطلب النصرة من الله لنا على الكفار، وهذا بيان لقوله: شكونا، وكلمة: ألا في الموضعين للحث والتحريض. قوله: (بالمنشار) بكسر الميم وسكون النون: وهو آلة نشر الخشب، ويقال أيضا: الميشار، بالياء آخر الحروف الساكنة موضع النون، من نشرت الخشبة إذا قطعتها. قوله: (ما دون لحمه)، أي: تحت لحمه أو عند لحمه. قوله: (ليتمن)، بفتح اللام وبالنون الثقيلة. قوله: (من صنعاء إلى حضرموت)، قال الكرماني: وصنعاء بفتح الصاد المهملة، وسكون النون وبالمد: قاعدة اليمن ومدينته العظمى، و: حضرموت، بفتح الحاء المهملة وسكون المعجمة وفتح الراء والميم: بلدة أيضا باليمن، وجاز في مثله بناء الإسمين وبناء الأول وإعراب الثاني. فإن قلت: لا مبالغة فيه لأنهما بلدان متقاربان.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 143 144 145 146 146 147 148 ... » »»