عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٤٢
ثم ادعى النبوة وزعم أن جبريل عليه الصلاة والسلام يأتيه وقتل في سنة بضع وستين والحارث خرج في خلافة عبد الملك بن مروان فقتل 114 - (حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس * قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي الذي نعته) مطابقته للترجمة ظاهرة والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأدب عن عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم وفي استتابة المرتدين عن عبد الله بن محمد وفي فضائل القرآن عن عبد الله بن يوسف وأخرجه مسلم في الزكاة عن محمد بن المثنى به وعن أبي الطاهر بن السرح وحرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن وأخرجه النسائي في فضائل القرآن عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين وفي التفسير عن محمد بن عبد الأعلى وأخرجه ابن ماجة في السنة عن أبي بكر بن أبي شيبة (ذكر معناه) الكلام في بينما قد مر غير مرة قوله وهو يقسم الواو فيه للحال قوله أتاه ذو الخويصرة بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وكسر الصاد المهملة وبالراء وفي تفسير الثعلبي بينا رسول الله يقسم غنائم هوازن جاءه ذو الخويصرة التميمي أصل الخوارج فقال اعدل قال هذا غير ذي الخويصرة اليماني الذي بال في المسجد وقال ابن الأثير في كتاب الأذواء ذو الخويصرة رجل صحابي من بني تميم وهو الذي قال للنبي في قسم قسمه اعدل انتهى ولما ذكره السهيلي عقبه بقوله ويذكر عن الواقدي أنه حرقوص بن زهير الكعبي من سعد تميم وكان لحرقوص هذا مشاهد كثيرة مشهورة محمودة في حرب العراق مع الفرس أيام عمر رضي الله تعالى عنه ثم صار خارجيا قال وليس ذو الخويصرة هذا هو ذو الثدية الذي قتله علي رضي الله تعالى عنه بالنهروان ذاك اسمه نافع ذكره أبو داود وقيل المعروف أن ذا الثدية اسمه حرقوص وهو الذي حمل على علي رضي الله تعالى ليقتله فقتله علي رضي الله تعالى عنه قوله ' قد خبت ' بلفظ المتكلم وبالخطاب أي خبت أنت لكونك تابعا ومقتديا لمن لا يعدل والفتح أشهر وأوجه قوله ' فقال عمر ' أي ابن الخطاب وقال في موضع آخر فقال خالد بن الوليد ائذن لي في قتله ولا مانع أن يكون كل منهما استأذن في ذلك قوله ' فإن له أصحابا ' الفاء فيه ليس للتعليل في ترك القتل في كون الأصحاب له وإن استحق
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 143 144 145 146 ... » »»