عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ١٢٤
بعشرة وأبو بكر وثلاثة قال فهو أنا وأبي وأمي ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي بين بيتنا وبين بيت أبي بكر وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك قال أو عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم فذهبت فاختبأت فقال يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا وقال لا أطعمه أبدا قال وايم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر قال لإمرأته يا أخت بني فراس قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلي النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عهد فمضي الأجل ففرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال.
قيل: لا مطابقة بينه وبين الترجمة هنا، لأن الترجمة في علامات النبوة، والحديث في كرامة الصديق. وأجيب: بأنه يجوز أن تظهر المعجزة على يد الغير، أو أستفيد الإعجاز من آخره حيث قال: أكلوا منها أجمعون.
ومعتمر يروي عن أبيه سليمان بن طرخان وهو من صغار التابعين، وفي رواية أبي النعمان التي مضت في كتاب الصلاة: حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا أبي وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهدي، بفتح النون.
والحديث مضى في أواخر كتاب مواقيت الصلاة في: باب السمر مع الأهل والضيف.
قوله: (إن أصحاب الصفة) هي مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل، وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر. قوله: (فليذهب بثالث)، أي: من أهل الصفة، وفي رواية مسلم: فليذهب بثلاثة، قال عياض: وهو غلط والصواب رواية البخاري لموافقتها لسياق باقي الحديث. وقال القرطبي: إن حمل على ظاهره فسد المعنى لأن الذي عنده طعام اثنين إذا ذهب معه بثلاثة لزم أن يأكله في خمسة وحينئذ لا يكفيهم ولا يسد رمقهم، بخلاف ما إذا ذهب معه بواحد فإنه حينئذ يأكله من ثلاثة، وأجاب النووي عنه: بأن التقدير فليذهب بمن يتم من عنده ثلاثة، أو فليذهب بتمام ثلاثة. قوله: (وأبو بكر وثلاثة) أي: وانطلق أبو بكر وثلاثة معه، وإنما كرر بثلاثة لأن الغرض من الأول الإخبار بأن أبا بكر كان من المكثرين ممن عنده طعام أربعة فأكثر، وأما الثاني فهو مما يقتضي سوق الكلام على ترتيب القصة، ذكره. قوله: (قال) أي: قال عبد الرحمن بن أبي بكر. قوله: (فهو أنا) أي: الشأن أنا وأبي وأمي في الدار، والمقصود منه بيان أن في منزله هؤلاء، فلا بد أن يكون عنده طعامهم، وأم عبد الرحمن هي أم رومان مشهورة بكنيتها واسمها زينب، وقيل: وعلة بنت عامر بن عويمر كانت تحت الحارث بن سخبرة الأزدي فمات بعد أن قدم مكة وخلف منها ابنه الطفيل، فتزوجها أبو بكر فولدت له عبد الرحمن وعائشة، وأسلمت أم رومان قديما وهاجرت وعائشة معها، وأما عبد الرحمن فتأخر إسلامه وهجرته إلى هدنة الحديبية، فقدم في سنة سبع أو أول سنة ثمان، واسم امرأته أميمة بنت عدي بن قيس السهمية، وهي والدة أكبر أولاد عبد الرحمن أبي عتيق محمد، رضي الله تعالى عنهم. قوله: (ولا أدري هل قال) القائل هو أبو عثمان الراوي عن عبد الرحمن، كأنه شك في ذلك. قوله: (وخادمي) بالإضافة، وفي رواية الكشميهني: بغير إضافة. قوله: (بين بيتنا وبيت أبي بكر) يعني: خدمتها مشتركة بين بيتنا وبيت أبي بكر. وقوله: (بين) طرف للخادم. قوله: (إن أبا بكر تعشي عند النبي صلى الله عليه وسلم) وفي مسلم، قال: وإن أبا بكر، أي: قال عبد الرحمن: وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (ثم لبث)، أي:
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»