مطابقته للترجمة في نبع الماء من بين أصابعه وفي تسبيح الطعام بين يديه وهم يسمعونه، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري الأسدي الكوفي، وقد مر غير مرة، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور هو ابن المعتمر، وإبراهيم هو النخعي، وعلقمة هو ابن القيس، وعبد الله هو ابن مسعود، رضي الله تعالى عنه.
والحديث أخرجه الترمذي أيضا في المناقب عن محمد بن بشار.
قوله: (كنا نعد الآيات) وهي الأمور الخارقة للعادة. قوله: (وأنتم تعدونها تخويفا) أي: لأجل التخويف، فكأن ابن مسعود أنكر عليهم عد جميع الآيات تخويفا، فإن بعضها يقتضي بركة من الله: كشبع الخلق الكثير من الطعام القليل، وبعضها يقتضي تخويفا من الله: ككسوف الشمس والقمر. قوله: (في سفر)، جزم البيهقي أنه في الحديبية، لكن لم يخرج ما يصرح به، وعند أبي نعيم في (الدلائل): أن ذلك كان في غزوة خيبر، فأخرج من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن إبراهيم في هذا الحديث، قال: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر، فأصاب الناس عطش شديد، فقال: يا عبد الله التمس لي ماء، فأتيته بفضل ماء في إداوة. قوله: (حي على الطهور) أي: هلموا إلى الطهور، وهو بفتح الطاء، والمراد به الماء، ويجوز ضمها ويراد الفعل، أي: تطهروا. قوله: (والبركة)، مرفوع بالابتداء وخبره. قوله: (من الله) وهو إشارة إلى أن الإيجاد من الله تعالى. قوله: (لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل)، أي: في حالة الأكل، وذلك في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
0853 حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء قال حدثني عامر قال حدثني جابر رضي الله تعالى عنه أن أباه توفي وعليه دين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنتين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه فقال انزعوه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم..
مطابقته للترجمة من حيث حصول البركة الزائدة بمشيه حول البيادر حتى بلغ ما أخرج نخله ما عليه، وفضل مثل ذلك، وهذه أيضا من معجزاته، صلى الله عليه وسلم.
وأبو نعيم، بضم النون: الفضل بن دكين، وزكرياء هو ابن أبي زائدة، وعامر هو الشعبي.
والحديث مضى مطولا ومختصرا في مواضع في الاستقراض وفي الجهاد وفي الشروط وفي البيوع وفي الوصايا ومر الكلام في الجميع.
قوله: (إلا ما يخرج نخله) من الإخراج، وكذلك قوله: (ولا يبلغ ما يخرج) من الإخراج. قوله: (سنتين)، أي: في مدة سنتين، وهي تثنية سنة، ويروى بصيغة الجمع. قوله: (ما عليه)، مفعول قوله: (ولا يبلغ) أي: ما على أبي من الدين. قوله: (لكيلا يفحش)، من الإفحاش. قوله: (علي) بتشديد الياء. قوله: (الغرماء)، بالرفع فاعل يفحش. قوله: (فمشى حول بيدر)، فيه حذف تقديره: فقال: نعم، فانطلق فوصل إلى الحائط فمشى حول بيدر، بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الدال المهملة: كالجرن للحب. قوله: (فدعا)، أي: في ثمره بالبركة. قوله: (ثم آخر) أي: ثم مشى حول بيدر آخر فدعا. قوله: (فقال: انزعوه) أي: إنزعوه من البيدر. قوله: (وبقي مثل ما أعطاهم)، أي: مثل ما أعطى أصحاب الديون، وفي رواية مغيرة: وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء، ووقع في رواية وهب بن كيسان: فأوفاهه ثلاثين وسقا وفضلت له سبعة عشر وسقا. ويجمع بالحمل على تعدد الغرماء فكأن أصل الدين كان منه لليهودي ثلاثون وسقا من صنف واحد فأوفاه وفضل من ذلك البيدر سبعة عشر وسقا، وكان منه لغير ذلك اليهودي أشياء أخر من أصناف أخرى فأوفاهم وفضل من المجموع قدر الدين الذي أوفاه.
1853 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمان ابن أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس أو كما قال وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم