الشين المعجمة، ابن عثمان بن داود بن كيسان العبدي البصري، كنيته أبو بكر ولقبه بندار، واشتهر به لأنه كان بندارا في الحديث، جمع حديث بلده، وبندار، بضم الباء الموحدة وسكون النون والدال المهملة وبالراء: الحافظ. وقال أحمد: كتبت عنه نحوا من خمسين ألف حديث، روى عنه الستة وإبراهيم الحربي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الله بن محمد البغوي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعنه قال: كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة سنة. وقال: ولدت سنة سبع وستين ومائة، وقال البخاري: مات في رجب سنة اثنتين وخمسين يعني ومائتين. الثاني: يحيى بن سعيد القطان الأحول. الثالث: شعبة بن الحجاج. الرابع: أبو التياح، بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الياء آخر الحروف وفي آخره حاء مهملة، واسمه يزيد بن حميد، بالتصغير، الضبعي من أنفسهم، سمع أنسا وعمران بن حصين من الصحابة، وخلقا من التابعين ومن بعدهم، قال أحمد: هو ثقة ثبت. وقال علي بن المديني: هو معروف ثقة، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، روى له الجماعة. الخامس: أنس بن مالك.
بيان الأنساب: العبدي: نسبة إلى عبد بن نصر بن كلاب بن مرة في قريش، وفي ربيعة بن نزار عبد القيس بن أفصى، وفي تميم عبد الله بن دارم، وفي خولان عبد الله بن جبار، وفي همدان عبد بن غيلان بن أرحب. الضبعي، بضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحدة: نسبة إلى ضبيعة بن زيد بن مالك في الأنصار، وفي ربيعة بن نزار ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وفي بني ثعلبة ضبيعة بن قيس.
بيان لطائف إسناده: منها: أن فيه التحديث بالجمع والإفراد والعنعنة. ومنها: أن رواته كلهم بصريون. ومنها: أنهم أئمة أجلاء.
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الأدب عن آدم عن شعبة به، ورواه مسلم في المغازي عن عبد الله بن معاذ عن أبيه، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيد بن سعيد، وعن محمد بن الوليد عن غندر، كلهم عن شعبة به، فوقع للبخاري عاليا رباعيا من طريق آدم، وآدم ممن انفرد به البخاري عن مسلم، وأخرجه النسائي في العلم عن بندار به.
بيان اللغات: قوله: (يسروا)، أمر من: يسر ييسر تيسيرا من اليسر، وهو نقيض العسر. قوله: (ولا تعسروا)، من عسر تعسيرا. يقال: عسرت الغريم أعسره عسرا، إذا طلبت منه الدين على عسرته. وقال ابن طريف: هذا مما جاء على فعل وأفعل: كعسرتك عسرا وأعسرتك، إذا طلبت منك الدين على عسرة، وعسر الشيء وعسر، بضم السين وكسرها، عسرا وعسارة، وعسر الرجل: قل سماحه وضاق خلقه، وأعسر الرجل: افتقر. وفي (العباب): قد عسر الأمر، بالضم، عسرا فهو عسر وعسير، وعسر عليه الأمر، بالكسر، يعسر عسرا، بالتحريك، أي: التاث، فهو عسر. ويقال: عسرت الناقة بذنبها تعسر عسرا أو عسرانا، مثال: ضرب يضرب ضربا وضربانا: إذا شالت به، وعسرت المرأة إذا عسر ولادها، وعسرني فلان إذا جاء على يساري، والمعسور ضد الميسور، والمعسرة ضد الميسرة، وهما مصدران. وقال سيبويه: هما صفتان، والعسرى نقيض اليسرى. قوله: (وبشروا)، من البشارة وهي الإخبار بالخير، وهي نقيض: النذارة، وهي الإخبار بالشر. يقال: بشرت الرجل أبشره، بالضم، بشرا وبشورا من البشرة، وكذلك الإبشار والتبشير. يقال: أبشر وبشر. قال الله تعالى: * (وأبشروا بالجنة) * (فصلت: 30) * (وبشروا الذين آمنوا) * (البقرة: 25، ويونس: 2) * (ذلك الذي يبشر) * (الشورى: 23) ثلاث لغات في القرآن أبشر وبشر وبشر بالتخفيف، والاسم: البشارة والبشارة، بالكسر والضم، تقول: بشرته بمولود، وأبشرتك بالخير، وبشرتك. وقال الصغاني: البشارة، بالكسر والضم، أي حق ما يعطى على التبشير. وقال اللحياني، رحمه الله تعالى: البشارة ما بشرت من بطن الأديم، وقال ابن الأعرابي: البشارة والقشارة والخسارة. إسقاط الناس، وبشرت بكذا، بكسر الشين، أبشر، أي: استبشرت. قوله: (ولا تنفروا)، من: نفر، بالتشديد، تنفيرا. وقد مر الكلام فيه عن قريب.
بيان الإعراب: قوله: (يسروا) جملة من الفعل والفاعل مقول القول. قوله: (ولا تعسروا) عطف على: يسروا، ويجوز عطف النهي على الأمر كما بالعكس، والخلاف في عطف الخبر على الإنشاء وبالعكس، كما عرف في موضعه، وكذا الكلام في قوله: (بشروا ولا تنفروا).
بيان المعاني: قوله: (يسروا) أمر بالتيسير، لا يقال: الأمر بالشيء نهي عن ضده، فما الفائدة في قوله: (ولا تعسروا)؟ لأنا نقول: لا نسلم ذلك، ولئن سلمنا فالغرض التصريح بما لزم ضمنا للتأكيد. ويقال: لو اقتصر على