المعتمر بن عبد الله بن ربيعة، ويقال: ابن المعتمر بن عتاب بن عبد الله بن ربيعة، بضم الراء، وعتاب، بفتح العين المهملة وبالتاء المثناة من فوق، روى عنه أيوب والأعمش ومسعر والثوري. وهو أثبت الناس فيه، أخرج له البخاري في العلم والوضوء والغسل والحج وغير موضع عن شعبة والثوري وابن عيينة وشيبان وروح بن القاسم وحماد بن زيد وجرير بن عبد الحميد عنه عن أبي وائل، وإبراهيم النخعي والشعبي ومجاهد والزهري وربعي وسالم بن أبي الجعد، أريد على القضاء فامتنع. قيل: صام أربعين سنة وقام ليلها، وقيل: ستين سنة، وعمش من البكاء، ومات سنة ثلاث، وقيل: اثنتين وثلاثين ومائة، روى له الجماعة. الرابع: أبو وائل شقيق بن سلمة. الخامس: عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.
بيان لطائف اسناده: منها: أن في اسناده التحديث والعنعنة. ومنها: أن رواته كوفيون. ومنها: أنهم أئمة أجلاء.
بيان الإعراب والمعاني: قوله: (يذكر الناس)، جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل النصب لأنها خبر: كان. قوله: (فقال له)، أي لعبد الله، رجل قيل: إنه يزيد بن معاوية النخعي. قوله: (يا أبا عبد الرحمن) هو كنية عبد الله بن مسعود. قوله: (لوددت) اللام فيه جواب قسم محذوف، أي: والله لوددت أي: لأحببت. وقول: (أنك) بفتح الهمزة، لأنه مفعول وددت. وقوله: (ذكرتنا) في محل الرفع لأنه خبر أن. قوله: (كل يوم) كلام إضافي منصوب على الظرف. قوله: (أما)، بفتح الهمزة وتخفيف الميم، من حروف التنبيه، قاله الكرماني. قلت: أما، هذه على وجهين: أحدهما: أن يكون حرف استفتاح بمنزلة ألا، ويكثر قبل القسم. والثاني: أن يكون بمعنى حقا، وأما، ههنا من القسم الأول. قوله: (إنه)، بكسر الهمزة، والضمير فيه للشأن، وبفتح أن بعد أما إذا كان بمعنى حقا. قوله: (يمنعني) فعل ومفعول. وقوله: (أني أكره)، بفتح الهمزة من: أني، فاعل يمنعني، و: أكره، جملة في محل الرفع لأنها خبر أن. قوله: (أن أملكم) أن: هذه مصدرية، و: أملكم، بضم الهمزة وكسر الميم وتشديد اللام، والتقدير: أكره إملالكم وضجركم. قوله: (وإني) بكسر الهمزة. قوله: (اتخولكم) جملة في محل الرفع لأنها خبر: إن. قوله: (كما كان) الكاف للتشبيه، و: ما، مصدرية. قوله: (بها) أي بالموعظة. قوله: (علينا) يتعلق بالمخافتة، ويحتمل أن يتعلق بالسآمة.
قال ابن بطال: فيه ما كان عليه الصحابة، رضي الله عنهم، من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على سنته على حسب معاينتهم لها منه وتجنب مخالفته لعلمهم بما في موافقته من عظم الأجر، وما في مخالفته بعكس ذلك.
13 ((باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) أي هذا باب في بيان من يرد الله به خيرا ومن موصولة (ويرد الله به خيرا) صلتها وإنما جزم يرد لأنه فعل الشرط لأن من يتضمن معنى الشرط وخيرا منصوب لأنه مفعول يرد وقوله (يفقهه) مجزوم لأنه جواب الشرط قوله (في الدين) في رواية الكشميهني وفي رواية غيره ساقط. وجه المناسبة بين البابين من حيث إن المذكور في الباب الأول شأن من يذكر الناس في أمور دينهم ببيان ما ينفعهم وما يضرهم وليس هذا إلا شأن الفقيه في الدين والمذكور في هذا الباب هو مدح هذا الفقيه وكيف لا يكون ممدوحا وقد أراد الله به خيرا حيث جعله فقيها في دينه عالما بأحكام شرعه.
71 حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: قال حميد بن عبد الرحمن: سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفم حتى يأتي أمر الله).
.
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة، فإنها كلها من عين الحديث. وقال الكرماني: في قوله: باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، أعلم أن مثله سمي مرسلا عند طائفة والحق وعليه الأكثر أنه إذا ذكر الحديث مثلا، ثم وصل به إسناده يكون مسندا لا مرسلا قلت: لا دخل للإسناد والإرسال في مثل هذا الموضع لأنه ترجمة، ولا يقصد بها إلا الإشارة إلى ما قصده من وضع هذا الباب.
بيان رجاله: وهم ستة. الأول: سعيد بن عفير، بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء،