السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ٦٩
له: أنزل عن منبر أبي، فقال أبو بكر: صدقت، والله إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي، فبعث علي إلى أبي بكر، إنه غلام حدث، وإنا لم نأمره، فقال أبو بكر: صدقت إنا لم نتهمك.
* وروى أبو زيد. عن حباب بن يزيد، عن جرير، عن المغيرة، أن سلمان، والزبير، وبعض الأنصار كان هواهم أن يبايعوا عليا بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، فلما بويع أبو بكر، قال سلمان للصحابة: أصبتم الخير، ولكن أخطأتم المعدن، وفي رواية أخرى: أصبتم ذا السن منكم، ولكنكم أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلفت منكم اثنان ولأكلتموها رغدا.
* * * * وأخبرنا أبو زيد، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا غسان بن عبد الحميد، قال: لما أكثر في تخلف علي عن البيعة، واشتد أبو بكر، وعمر في ذلك، خرجت أم مسطح بن أثاثة، فوقفت عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، ونادته: يا رسول الله:
قد كان بعدك أنباك وهينمة لو * كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب * سمعت أبا زيد عمر بن شبة، يحدث رجلا بحديث لم أحفظ

(١) ابن أبي الحديد ٦: ٤٢. والحديث مختلق لأن في سنده عامر الشعبي وهو مقدوح بقوادح عديدة، وأعظم مطاعنة إنه كان صبيا بغيضا منحرفا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدا خل الولاة، ويصانعهم ويماشيهم ويلعب بالشطرنج لأجل التحبب إلى طغاة بني أمية ومردتهم.
نجد تفصيل مخازيه في كتاب - إفحام الأعداء والخصوم - ٣: خ. العقد الفريد ١: ٤٤، ٦٦.
(٢) ابن أبي الحديد ٦: ٤٣.
(٣) أم مسطح بنت أبي دهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمها رائطة بنت صخر بن عامر بن كعب، خالة أبي بكر. أسد الغابة ٤: ٣٥٥.
(4) الهينمة: الصوت الخفي، وفي بعض المصادر نسب البيتين إلى الصديقة فاطمة (عليها السلام).
(5) ابن أبي الحديد 6: 43.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست