السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ٧٠
إسناده، قال: مر المغيرة بن شعبة، بأبي بكر، وعمر، وهما جالسان على باب النبي حين قبض، فقال: وما يقعدكما؟ قالا: ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه، يعنيان عليا، فقال: أتريدون أن تنظروا حبل الحيلة من أهل هذا البيت، وسموها في قريش تتسع.
قال: فقاما إلى سقيفة بني ساعدة، أو كلاما هذا معناه.
* * * * أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك الواسطي، عن يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: لما مرض رسول الله مرضه الذي مات فيه، أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال بعد مرتين: يا بلال لقد أبلغت، فمن شاء فليصل بالناس، ومن شاء فليدع.
قال: ورفعت الستور عن رسول الله، فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء، وعليه خميصة له فرجع إليه بلال فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قال:
فما رأيناه بعد ذلك عليه السلام.
* حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي، قال: سمعت أبيا يقول: ذكر سعد بن عبادة يوما عليا بعد يوم السقيفة، فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن، ليوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب؟
ثم تطلب الخلافة، ويقول أصحابك: منا أمير ومنكم أمير، لا كلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة أبدا.
* * *

(١) ابن أبي الحديد ٥: ٤٣.
(٢) محمد عبد الملك بن زنجويه المتوفى ٢٥٧ / ٢٥٨. تاريخ بغداد ٢: ٣٤٥.
(٣) الخميصة: كساء أسود مربع، له علمان.
(٤) ابن أبي الحديد ٦: ٤٤. الطبقات الكبرى ٢: ٢١٧، والحديث مقدوح لوجود سفيان بن حسين بن الحسن المتوفى بالري مع المهدي في سنده فقد قال عنه يعقوب بن شيبة:
صدوق ثقة وفي حديثه ضعف. وقال ابن سعد: ثقة يخطي في حديثه كثيرا، وقال ابن عدي: هو في غير الزهري صالح وفي الزهري يروي أشياء خالف الناس، وذكره ابن حبان، في الثقات وقال: أما روايته عن الزهري.
(5) ابن أبي الحديد 6: 44.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست