عباس لأبي هريرة أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة فقال أبو هريرة الواحدة تبتها والثلاث تحرمها حتى تنكح زوجا غيره وقال ابن عباس مثل ذلك (قال الشافعي) ولم يعيبا عليه الثلاث ولا عائشة رضي الله عنهم.
أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة أن مولاة لبنى عدى يقال لها زبراء أخبرته أنها كانت تحت عبد وهي أمة يومئذ فعتقت قالت فأرسلت إلى حفصة فدعتني فقالت إني مخبرتك خبرا ولا أحب أن تصنعني شيئا إن أمرك بيدك ما لم يمسك زوجك قالت ففارقته ثلاثا (قال الشافعي) رحمه الله: ولم تقل لها حفصة رضي الله عنها لا يجوز أن تطلقي ثلاثا.
أخبرنا أنس بن عياض عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها وعن أبيها قالت يا رسول الله هل لك في أختي بنت أبي سفيان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأفعل ماذا؟) قالت تنكحها قال (أختك؟) قالت نعم: قال (أو تحبين ذلك؟) قالت نعم لست لك بمخلية وأحب من شركتي في خير أختي قال (فإنها لا تحل لي) قالت فقلت والله لقد أخبرت أنك تخطب بنت أبي سلمة قال (بنت أم سلمة؟) قالت نعم: قال (فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وإياها ثويبة فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن) أخبرنا ابن عيينة عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ذروني ما تركتكم فإنه إنما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتكم به من أمر فائتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا)