المعاصي وعاجزا ومانعا عن أنواع الفساد... فإن قال: لم جعل أصل الصلاة ركعتين ولم زيد على بعضها ركعة وعلى بعضها ركعتين ولم يزد على بعضها شيء؟ قيل: لأن أصل الصلاة إنما هي ركعة واحدة لأن أصل العدد واحد فإذا نقصت من واحد فليست هي صلاة فعلم الله عز وجل أن العباد لا يؤدون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقل منها بكمالها وتمامها والإقبال عليها فقرن إليها ركعة ليتم بالثانية ما نقص من الاولى ففرض الله عز وجل أصل الصلاة ركعتين ثم علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن العباد لا يؤدون هاتين الركعتين بتمام ما امروا به وكماله فضم إلى الظهر والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين ليكون فيهما تمام الركعتين الأوليين ثم علم أن صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر للانصراف إلى الأوطان والأكل والوضوء والتهيئة للمبيت فزاد فيها ركعة واحدة ليكون أخف عليهم ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فردا ثم ترك الغداة على حالها لأن الاشتغال في وقتها أكثر والمبادرة إلى الحوائج فيها أعم ولأن القلوب فيها أخلى من الفكر لقلة معاملات الناس بالليل ولقلة الأخذ والإعطاء فالإنسان فيها أقبل على صلاته منه في غيرها من الصلوات لأن الفكر قد تقدم العمل من الليل، فإن قال: فلم جعل ركعة وسجدتين؟ قيل: لأن الركوع من فعل القيام والسجود من فعل القعود وصلاة القاعد على النصف من صلاة القيام فضوعف السجود ليستوي بالركوع فلا يكون بينهما تفاوت لأن الصلاة إنما هي ركوع وسجود، الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11424] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يوما: تحسن أن تصلي يا حماد؟ قال: فقلت: يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة قال: فقال: لا عليك، قم صل قال: فقمت بين يديه متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة وركعت وسجدت، فقال: يا حماد لا تحسن أن