تشيبني قبل أوان مشيبي وأعوذ بك من ولد يكون علي رباء وأعوذ بك من مال يكون علي عذابا وأعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أفشاها اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا ولا منة» (1).
[8084] 7 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن جعفر بن سليمان، عن أبي أيوب الخراز، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لأي علة جعل الله عز وجل الأرواح في الأبدان بعد كونها في ملكوته الأعلى في أرفع محل؟ فقال (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى علم ان الأرواح في شرفها وعلوها متى ما تركت على حالها نزع أكثرها إلى دعوى الربوبية دونه عز وجل فجعلها بقدرته في الأبدان التي قدر لها في ابتداء التقدير نظرا لها ورحمة بها وأحوج بعضها إلى بعض وعلق بعضها على بعض ورفع بعضها على بعض ورفع بعضها فوق بعض درجات وكفى بعضها ببعض وبعث إليهم رسله واتخذ عليهم حججه مبشرين ومنذرين يأمرون بتعاطي العبودية والتواضع لمعبودهم بالأنواع التي تعبدهم بها ونصب لهم عقوبات في العاجل وعقوبات في الآجل ومثوبات في العاجل ومثوبات في الآجل ليرغبهم بذلك في الخير ويزهدهم في الشر وليذلهم بطلب المعاش والمكاسب فيعلموا بذلك انهم بها مربوبون وعباد مخلوقون ويقبلوا على عبادته فيستحقوا بذلك نعيم الأبد وجنة الخلد ويأمنوا من النزوع إلى ما ليس لهم بحق ثم قال (عليه السلام): يا بن الفضل ان الله تبارك وتعالى أحسن نظرا لعباده منهم لأنفسهم ألا ترى إنك لا ترى فيهم إلا محبا للعلو على غيره حتى انه يكون منهم لمن قد نزع إلى دعوى الربوبية ومنهم من نزع إلى دعوى النبوة بغير حقها ومنهم من نزع إلى دعوى الإمامة بغير حقها وذلك ما يرون في أنفسهم من النقص والعجز والضعف والمهانة والحاجة والفقر والآلام والمناوبة عليهم والموت الغالب لهم والقاهر لجميعهم