فلعلك شاك في دمائهم؟ قال: فقلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم، قال: فسمعته وهو يقول: أشركني الله في تلك الدماء، مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه (1).
[7980] 3 - قال المفيد: كان الحسن (عليه السلام) وصي أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهله وولده وأصحابه ووصاه بالنظر في وقوفه وصدقاته وكتب إليه عهدا مشهورا وصية ظاهرة في معالم الدين وعيون الحكمة والآداب وقد نقل هذه الوصية جمهور العلماء واستبصر بها في دينه ودنياه كثير من الفقهاء، ولما قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس الحسن وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه علي حرب من حارب وسلم من سالم.
وروى أبو مخنف لوط بن يحيى قال حدثني أشعث بن سوار، عن أبي إسحاق السبيعي، وغيره قال: خطب الحسن بن علي (عليه السلام) في صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولم يدركه الآخرون بعمل لقد كان يجاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقيه بنفسه وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم والتي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسى وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس من حوله معه ثم قال: أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه أنا ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه