والجهاد، فالصبر من ذلك على أربع شعب على الشوق والاشفاق والزهد والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات.
واليقين على أربع شعب: تبصره الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة وسنة الأولين، فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة عرف السنة ومن عرف السنة فكأنما كان مع الأولين واهتدى إلى التي هي أقوم ونظر إلى من نجى بما نجى ومن هلك بما هلك وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى من أنجى بطاعته، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7962] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة المؤمن:...
ونظره عبرة... (2).
[7963] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لرجل سأله أن يعظه:
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل ويرجئ التوبة بطول الأمل يقول في الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبين إن أعطي منها لم يشبع وإن منع منها لم يقنع يعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي ينهى ولا ينتهي ويأمر بما لا يأتي يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض المذنبين وهو أحدهم يكره الموت لكثرة ذنوبه ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظل نادما وإن صح أمن لاهيا، يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطرا وإن ناله رخاء أعرض مغترا تغلبه نفسه على ما يظن ولا