ولكل سيئة عقابا ولكل أجل كتابا وانه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح آنست به وان فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك، فقال: يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يأتيه بحسان بن ثابت قال: فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجئ حسان فقلت: يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد فقلت لقيس بن عاصم:
تخير خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل ولا بد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشغل فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (1) [8318] 11 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه قال قال الصادق (عليه السلام): مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى والدعة وقلة الاهتمام والعز، فأما الغنى فموجود في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده وأما الدعة فموجود في خفة المحمل فمن طلبها في ثقله لم يجدها وأما قلة الاهتمام فموجودة في قلة الشغل فمن طلبها مع كثرته لم يجدها وأما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده (2).
[8319] 12 - الصدوق، عن القطان، عن السكوني، عن الجوهري، عن ابن عمارة،