بيت المقدس والتابوت وغيره، فيستخرجونه ويردونه إلى بيت المقدس، ثم تسيرون حتى تأتوا مدينة يقال لها: القاطع وهي على البحر الذي لا يحمل جارية يعني السفن. قيل: يا رسول الله ولم لا يحمل جارية؟ قال لأنه ليس له قعر، وإن ما ترون من خلجان ذلك البحر جعله الله عز وجل منافع لبني آدم لها قعور فهي تحمل السفن.
قال حذيفة: فقال عبد الله بن سلام والذي بعثك بالحق إن صفة هذه المدينة في التوراة طولها ألف ميل، وهي تسمى في الإنجيل فرعا أو قرعا طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لها ستون وثلاثمائة باب يخرج من كل باب منها مائة ألف مقاتل، فتكبرون عليها أربع تكبيرات فيسقط حايطها فتغنمون ما فيها، ثم تقيمون فيها سبع سنين، ثم تقفلون منها إلى بيت المقدس، فيبلغكم أن الدجال قد خرج من يهودية أصبهان إحدى عينيه ممزوجة بالدم والأخرى كأنها لم تخلق، يتناول الطير من الهواء، له ثلاث صيحات يسمعهن أهل المشرق وأهل المغرب يركب حمارا أبتر بين أذنيه أربعون ذراعا يستظل تحت أذنيه سبعون ألفا، يتبعه سبعون ألفا من اليهود عليهم التيجان، فإذا كان يوم الجمعة من صلاة الغداة وقد أقيمت الصلاة فالتفت المهدي فإذا هو بعيسى بن مريم قد نزل من السماء في ثوبين كأنما يقطر من رأسه الماء فقال أبو هريرة: إذا أقوم إليه يا رسول الله فأعانقه فقال: يا أبا هريرة إن خرجته هذه ليست كخرجته الأولى، تلقى عليه مهابة كمهابة الموت، يبشر أقواما بدرجات من الجنة، فيقول له الامام تقدم فصل بالناس، فيقول له عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي عيسى خلفه.
قال حذيفة: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفلحت أمة أنا أولها وعيسى آخرها. قال: ويقبل الدجال معه أنهار ونار يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، معه جبل من ثريد فيه ينابيع السمن.
ومن فتنته أن يمر بأعرابي قد هلك أبوه وأمه، فيقول: أرأيت إن بعثت أباك وأمك فتشهد أني ربك قال: فيقول بلى، قال فيقول لشيطانين