عنا الرجس كما أذهبه عنك، فلما مضى علي، كان الحسن أولى بها لكبره فلما توفي لم يستطيع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك، والله عز وجل يقول * (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) * فيجعلها في ولده.. إذن لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك، وبلغ في رسول الله كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع ان يدعى عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه، لو أرادا أن يصرفا الامر عنه، ولم يكونا ليفعلاه، ثم صارت حين أفضت إلى الحسين فجرى تأويل هذه الآية * (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كلمات الله) * ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي، ثم قال. الرجس هو الشك ، والله لا نشك في ربنا أبدا) الكافي 1 / 286.
وينبغي التوجه إلى نقطتين هامتين توضحهما هذه الرواية. أولاهما أنها تجيب على سؤال ربما طرحه البعض وهو أنه لو كانت الإمامة بتلك الأهمية فلماذا لم ينص القران عليها، ولم لم يذكر القرآن اسم أمير المؤمنين وأئمة حتى يرتفع الشك والتردد بصورة قاطعه؟ ولا يضل الناس؟ والرواية تجيب بأنه كما نزل أصل وجوب الصلاة والزكاة والحج في القران، ولم يبين فيه تفاصيل الاحكام، فكذلك الحال في الإمامة حيث نزل وجوب الطاعة للأئمة وأولي الأمر، وأوكل تعيين أسمائهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وقد قام بذلك خير قيام.
وثانيتهما: أن قضية الإمامة ونصب الامام هي امر إلهي لا يرتبط بقضية الوراثة، أو إرادة الامام السابق في تعيين اللاحق، فإنه لا يستطيع - ولم يكن ليفعل - ان يغير مجراها عما هو عليه من الغصب الإلهي. وفى هذه القضية كما أن أمير المؤمنين قد نصب نصبا إلهيا ، فكذلك زين العابدين علي بن الحسين والباقر محمد بن علي عليهما السلام، من دون فرق في هذه الجهة مما يرد بذلك على دعوى المشككين بأن النص إنما هو على الثلاثة الأوائل من الأئمة.
ويؤيدها ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة عن أبان عن سليم بن قيس قال: شهدت وصية أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن وأشهد على وصيته الحسين ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم دفع إليه الكتاب والسلاح وقال لابنه الحسن يا بني أمرني رسول الله أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبه وسلاحه، وأمرني أن أمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين، ثم أقبل على ابنه الحسين فقال: وأمرك رسول الله ان تدفعها إلى ابنك هذا