وهكذا ما عاشه الشيعة الكرام من ظروف القمع والتقية، بحيث كانوا لا يسلمون على عقائدهم في وقت كان يسلم فيه الكفار في بلاد الاسلام على ما كانوا عليه من ضلالة، ولا يسلم شيعة أهل البيت. مما عندهم من الهدى.. فكان الكشف في هذه الظروف عن أسماء الأئمة المعصومين خصوصا من كان منهم في الفترات اللاحقة، وتناقل النصوص المصرحة بإمامتهم بين الرواة امرا في غاية الخطورة على الامام وعلى شخص الناقل أيضا.
ولكنهم مع ذلك قد حفظوا لنا - جزاهم الله خير الجزاء - تلك النصوص، وتناقلوها فيما بينهم بالرغم مما كان يكتنفها من المشاكل والضغوط حتى أوصلوها لنا، بحيث تمت بواسطتها الحجة على من أنكر، والاحتجاج بها والاستناد عليها لمن امن. ولهذا فقد أصبحت هذه القضية من المسلمات العقائدية لدى شيعة أهل البيت، والمتواترة إجمالا، بحيث انهم عرفوا حتى عند أعدائهم بتوليهم لهؤلاء الأئمة الطاهرين، وميزوا بأنهم (الاثنا عشرية) في إشارة إلى اعتقادهم بامامة الأئمة الاثني عشر. وصار الامر عند الشيعة بحيث ان من كان لا يؤمن بأحدهم أو جعل غيره مكانه لا يعد من هذه الطائفة المحقة.
بل إنه - كما ذكرنا سابقا - ارتبط ذكر أسمائهم عليهم السلام بالصلاة وسجدة الشكر كما في صحيحة بن جندب عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وهذا لعله يراد منه أن يكون المؤمن ذاكرا لائمته في كل يوم، وحتى لا تنسى هذه الصفوة الطاهرة، أو يدعي آخرون عدم وجود الدليل أو النص عليهم أو على بعضهم..
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على ولايتهم في الدنيا، فلا ننجرف قي تيارات الفتن والشكوك التي تنبأ بها أئمتنا عليهم السلام وبالذات في زمان الغيبة، حيثما يرتاب المبطلون ويثبت المؤمنون، وان ينفعنا بشفاعتهم في الآخرة إنه على كل شئ قدير وبالإجابة جدير ، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه وما قصرنا عنه فبلغناه، برحمتك يا أرحم الراحمين.