بسم الله الرحمن الرحيم رسالة مختصرة في النصوص الصحيحة على إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام تثار بين فترة وأخرى أسئلة تتعرض للمسلمات العقائدية الموجودة لدي المسلمين وبالذات لدي الطائفة المحقة اتباع أهل البيت عليهم السلام، وتختلف دوافع تلك الأسئلة، فان البعض بدافع التعرف والبحث عن الدليل يسال عن تلك المراضيع، ويحتاج إلى إجابة شافية: وافية سوف نضعها - بإذن الله بين يديه -. وربما كان هدف آخر من طرح هذه الأسئلة هو التشكيك في تلك المسلمات وإلقاء الشبهة في قلوب العوام من اتباع هذا المذهب.. ومن علامة هؤلاء أهم لا يطرحون إشكالاتهم ومناقشاتهم على علماء الدين المتخصصين في العقائد والقادرين على إثباتها بالدليل القاطع، وإنما يقومون بنشر تلك الشبهات، والتشكيكات ما بين عامة الناس من الذين لم يطلعوا - بشكل دقيق - على حدود تلك المسائل ولم يفحصوا في أدلتها، ولذا يجدون فيهم سوقا رائجة وعملة نافقة.
وتختلف طرق هؤلاء وشبهاتهم، وذلك أن هدفهم هو القاء الشبهة، وتشكيك أبناء الطائفة في عقيدتهم، فلا يهم عندهم ما هو نوع السؤال؟ ولا ينتظرون الإجابة عليه، بل لو أجيبوا بجواب مقنع بالنسبة له، فإنهم يتركونه للبحث عن سؤال أخر وشبهة أخرى، فالمهم عندهم هو التشكيك والسؤال المؤدى إلى الشبهة، فهم في يوم يشككون في بعض الوقائع التاريخية المتصلة بقضية الإمامة، وفي أخر يشككون في حياة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، أو انه ما فائدة هذه الغيبة؟ وثالثة يشككون في النص على الأئمة المعصومين عليهم السلام بان يقولوا إنه لا يوجد نص على الأئمة أو على الأئمة بعد الحسين عليه السلام..
وهؤلاء نحن لا نتحدث معهم في هذه الرسالة، ولا نوجه لهم هذه الكلمات، بل لا نرجو هدايتهم بعد أن اختاروا لأنفسهم هذا الطريق، طريق التشكيك * (أولئك لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) *، وإنما يتوجه حديثنا إلى أهل الانصاف * (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) *، وإلى العامة من أبناء المذهب الحق الذين يترقبون الدليل الواضح للرد به على مزاعم المشككين وشبهات المنحرفين.. لمثل هؤلاء الذين ربما وردت أسئلة من