القسم الأول: ما ورد من الروايات في تحديد ان الأئمة عليهم السلام هم من (ولد الحسين عليه السلام) وهذه الروايات - بهذا العنوان - تجيب على عدة أسئلة، فهي من جهة تجيب على نقطة هي مركز التشكيك عند المشككين المدعين عدم وجرد نص على الأئمة بعد الإمام الحسين عليه السلام، بينما هذه الروايات تعتبر نصا على العنوان أي أولاد الحسين، وأيضا فهي تحدد نسب أئمة بعده وتحصرهم في هذه الذرية الطاهرة، فتنفي هذا المنصب عمن ليس من هذا البيت، فكل من ادعى الإمامة من غيرهم فادعاؤه باطل، ولو كان هاشميا قرشيا، بل حتى لو كان من أولاد أمير المؤمنين من غير نسل الحسين عليه السلام. وأيضا فهذه الروايات تدل بالدلالة الالتزامية على أنهم من قريش بل هي مفسرة لذلك العنوان، ولهذا فما ورد من غير طرق الشيعة كثيرا من أن الأئمة من قريش يكون مفسرا بهذه الروايات حيث إن من كان من أبناء الحسين فهو بالضرورة قرشي فمن تلك الروايات: (صحيحة) ما رواه الشيخ الكليني رحمه الله عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام من كلام يذكر فيه الأئمة.. إلى أن قال (.. فلم يزل الله يختارهم .: لخلقه من ولد الحسين من عقب كل إمام، كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما وعلما هاديا..) الكافي 1 / 203.
ومنها (صحيحة) ما رواه الشيخ الصدوق رحمه الله عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن مسروي النهدي، عن الحسن بن محبوب السراد عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: إن أقرب الناس إلى الله عز وجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد صلى الله عليه وأله، والأئمة فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا، عنى بذلك حسينا وولده فان الحق فيهم وهم الأوصياء ومنهم الأئمة، فأينما رأيتموهم فاتبعوهم وإن أصبحتم يوما لا ترون منهم أحدا منهم فاستغيثوا بالله عز وجل وانظروا السنة التي كنتم عليها واتبعوها وأحبوا من كنتم تحبون وأبغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج!) كمال الدين / 328.
ويؤيدها ما رواه في كمال الدين، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبان عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي قال دخلت على النبي صلى الله عليه وآله، فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو