دراسات في علم الدراية - علي أكبر غفاري - الصفحة ٢٥٢
وآية التطهير تؤيد أصل الاستثناء كما هو الظاهر.
4 - وقد رووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال لزوجاته يوما: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا " فكانت عائشة تقول: أنا تلك، أنا أطولكن يدا، ولكن التي كانت أسرعهن لحاقا بالنبي صلى الله عليه وآله هي زينب بنت جحش، وذلك لأنها كانت أكثرهن صدقة. فالمراد أطولهن يدا بالإعطاء.
5 - في مرفوعة عبد الله النهيكي " عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج عن الإسلام، فقيل له: هلك إذا كثير من الناس!
فقال: ليس حيث ذهبتم، إنما عنيت بقولي: " من مثل مثالا " من نصب دينا غير دين الله ودعا الناس إليه، وبقولي: " من اقتنى كلبا " عنيت مبغضا لنا أهل البيت اقتناه فأطعمه وسقاه، من فعل ذلك فقد خرج من الإسلام ".
6 - في باب الأربعة من الخصال " عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع: بأن يكونوا لغير رشدة - إلى - أو أن يكون فيهم أخضر أزرق ". والأخضر ما فيه لون الخضرة وقد يطلق على الأسود، وقال في منتهى الأرب:
أزرق: گربه چشم ونابينا، وهذا هو ظاهر اللفظ كما ترى خلافا للاعتبار والمحسوس، وفي اللغة والتاريخ يقال: " العدو الأزرق " ومعناه خالص العداوة. من زرقة الماء وهي خلوصه وكذا الأخضر، وزرقة العيون وخضرتها غالبة في الروم والديلم وبينهم وبين العرب عداوة شديدة، ثم لما كثر ذكرهم إياهم بهذه الصفة سمي كل عدو بذلك وإن لم يكن أزرق العين " أقرب الموارد " وعلى هذا يكون اللفظ كناية عن العداوة للعرب.
وربما جاء اللفظ بطريق المثال كقوله صلى الله عليه وآله: " إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيذبح، وهم ينظرون، فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار " رواه الترمذي بسند حسن عن أبي سعيد الخدري. والأملح: الأبيض الذي يخالطه قليل سواد، وقيل: هو النقي البياض.
قال الغزالي: " هذا مثل ضربه ليوصل إلى الأفهام حصول اليأس من الموت،
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»