هذا، وقد عثرت بعد حين على ما يهدم أساس ما ذكرناه. وهو ما رواه الشيخ المفيد - رحمه الله - في كتاب الاختصاص بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، قال:
" دخل سعد - وكان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير - وهو من ولد عبد العزيز بن مروان - على أبي جعفر عليه السلام. فبينا ينشج كما تنشج النساء. فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما يبكيك يا سعد؟ قال: وكيف لا أبكي، وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن، فقال عليه السلام لست منهم، أنت أموي منا أهل البيت أما سمعت قوله تعالى يحكي عن إبراهيم " فمن تبعني فإنه مني ". فإنه يدل على أن المدار على الإيمان والتقوى. وهو الذي يساعد عليه أصول المذهب وقواعد العدل والأخبار والآيات الكثيرة، حيث ترى نفي الولاية عن ابن نوح وإثبات الجزئية لمن تبع.
ومنها: فساد العقيدة سواء كان في نفس الأصول أو في فروعها. وحيث جرى الكلام إلى هنا لزمنا الإشارة اجمالا إلى أسباب فساد العقيدة ليعلم المراد بها حيثما استعملت في كتب الرجال.
فنقول: من فرق الإسلام بالمعنى الأعم العامة وهم معروفون.
ومنها الكيسانية، وهم على ما نقل عن الشيخ المفيد - رحمه الله - أول من شذ عن الحق. وهم أصحاب كيسان غلام أمير المؤمنين عليه السلام أو أصحاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي المشهور. سموا بذلك لأن اسم المختار كان كيسان، وقد قيل: " إن أباه حمله ووضعه بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام، فجعل يمسح بيده على رأسه ويقول: يا كيس " واعتقاد هذه الفرقة أن الإمام بعد الحسين عليه السلام هو ابن الحنفية وأنه هو المهدي الذي يملأ الله الأرض به قسطا وعدلا وأنه حي لا يموت، وقد غاب في جبل رضوي باليمن. وربما يجتمعون ليالي الجمعة ويشتغلون بالعبادة. وأقصى تعلقهم في إمامته قول أمير المؤمنين عليه السلام له يوم البصرة: " أنت ابني حقا " وأنه كان صاحب رايته كما كان هو صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله فكان أولى بمقامه، وفي أنه المهدي قول النبي صلى الله عليه وآله: " لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله تعالى رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، واسم أبيه اسم