وكان بدء الواقفة - كما في مختار الكشي - إنه اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم فحملوها إلى وكيلين لموسى عليه السلام بالكوفة: حيان السراج وآخر كان معه حين ما كان موسى عليه السلام ببغداد في الحبس. فمات عليه السلام والمال عندهما، فلما بلغ الخبر اليهما أنكرا موته، واذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه القائم المهدي - إلى آخر ما قال.
ومنها الزيدية. وهم القائلون بإمامة زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، وهم فرق، أغلبهم يقولون بإمامة كل فاطمي عالم صالح ذي رأي يخرج بالسيف.
وزيد هذا قتل وصلب بالكناسة موضع قريب من الكوفة. وقد نهاه الباقر عليه السلام عن الخروج والجهاد فلم ينته فصار إلى ذلك واختلفت الروايات في أمره، فبعضها يدل على ذمه، بل كفره لدعواه الإمامة بغير حق. وبعضها يدل على علو قدره وجلالة شأنه، وربما جمع بعضهم بينهما بحمل النهي عن الخروج على التقية وأنه ليس نهي تحريم، بلى شفقة وخوف عليه وقد أوضحنا في ترجمته في تنقيح المقال حسن حاله بنفسه وصحة خروجه، فلاحظ وتدبر.
ومنها البترية بضم الباء الموحدة وقيل بكسرها ثم سكون التاء المثناة من فوق [ولعل الصواب بفتح الباء كما ذكره ابن الأثير في اللباب مع ذكر حجته] فرق من الزيدية، قيل نسبوا إلى المغيرة بن سعيد ولقبه الأبتر، وقيل البترية هم أصحاب كثير النواء والحسن بن صالح بن حي وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وأبي المقدام ثابت الحداد وهم الذين دعوا إلى ولاية علي عليه السلام، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ويثبتون لهم الإمامة ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة، ويرون الخروج مع بطون ولد علي عليه السلام ويثبتون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل من خرج منهم عند خروجه الإمامة.