ومنها السليمانية، وهم القائلون بإمامة الشيخين وكفر عثمان منسوبون إلى سليمان بن جرير القائل بأن الإمامة شورى فيما بين الخلق ويصح أن ينعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين، وأثبت لذلك إمامة الشيخين، وقال: بكفر عثمان للأحداث التي أحدثها، وكفر عائشة وطلحة والزبير لإقدامهم على قتال علي أمير المؤمنين عليه السلام.
ومنها الصالحية وهم فرقة من الزيدية يقولون بإمامة الشيخين.
ومنها الخطابية وهم طائفة منسوبة إلى أبي الخطاب محمد بن وهب الأسدي الأجدع وقيل: محمد بن مقلاص، وكانوا يدينون بشهادة الزور على من خالفهم وخادعهم لمخالفتهم له في العقيدة إذا حلف على صدق دعواه. قاله في المجمع، ثم قال:
" وفي الحديث سأله رجل أؤخر المغرب حتى يشتبك النجوم، فقال: خطابية، أي سنة سنها أبو الخطاب محمد بن مقلاص المكنى بأبي زينب - انتهى ".
قلت: الذي يفهم من الحديث أن أبا الخطاب أيضا كان مبدعا، ويظهر من تمام ما ذكره أن للخطابية إطلاقين، أحدهما المنسوبون إلى محمد بن وهب والآخر المنسوبون إلى أبي الخطاب، ولعل الثاني هو الذي قيل: إنه كان يزعم أن الأئمة عليهم السلام أنبياء ثم آلهة والآلهة نور من النبوة ونور من الإمامة ولا يخلو العالم من هذه الأنوار وأن الصادق عليه السلام هو الله تعالى وليس المحسوس الذي يرونه بل إنه لما نزل إلى العالم لبس هذه الصورة الإنسانية لئلا ينفر منه، ثم تمادى الكفر به إلى أن قال: إن الله تعالى انفصل من الصادق عليه السلام وحل فيه وأنه أكمل من الله، تعالى عما يقولون علوا كبيرا.
ومنها البزيعية، فعن تاريخ أبي زيد البلخي: أنهم أصحاب بزيع الحائك أقروا بنبوته وزعموا أن الأئمة عليهم السلام كلهم أنبياء وأنهم لا يموتون ولكنهم يرفعون. وزعم بزيع أنه صعد إلى السماء وأن الله تعالى مسح على رأسه ومج في فيه فإن الحكمة تثبت في صدره.
وفي التعليقة " إنهم فرقة من الخطابية يقولون: الإمام بعد أبي الخطاب بزيع، وأن كل مؤمن يوحى إليه وأن الإنسان إذا بلغ الكمال لا يقال له: مات، بل رفع إلى الملكوت، وادعوا معاينة أمواتهم بكرة وعشية.