عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى عليه السلام ورجعوا إلى الذي روي أن الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام وبقي شذاذ منهم على القول بإمامته، وبعد أن مات قالوا بإمامة أبي الحسن موسى عليه السلام.
ولازمه صحة قول من قال: انهم يدخلونه بين الصادق والكاظم عليهما السلام.
والفطحية من الشيعة أقرب إلى الحق كما نبهنا على ذلك في ذيل الفائدة السابعة من مقدمة تنقيح المقال، فراجع وتدبر.
ومنها السمطية، وهم القائلون بإمامة محمد بن جعفر الملقب بديباجة دون أخيه موسى عليه السلام وعبد الله الأفطح، نسبوا إلى رئيس لهم يقال له يحيى بن أبي السمط.
ومنها الناووسية، أتباع رجل يقال له: ناووس، وقيل: نسبوا إلى قرية ناووسيا. وهم قائلون بالإمامة إلى مولينا الصادق عليه السلام ووقفوا عليه، وقالوا:
إنه حي لن يموت حتى يظهر ويظهر أمره، وهو القائم المهدي، وعن الملل والنحل:
" إنهم زعموا أن عليا عليه السلام مات وسننشق الأرض عنه قبل يوم القيامة فيملأ الأرض عدلا. قيل: نسبوا إلى رجل يقال له: ناووس وقيل إلى قرية تسمى بذلك ويسمون الصارمية أيضا.
ومنها الواقفة، وهم الذين وقفوا على مولينا الكاظم عليه السلام كما هو المعروف من هذا اللفظ حيثما يطلق، وربما يقال لهم: الممطورة، أي الكلاب المبتلة من المطر، ووجه الإطلاق ظاهر. وإنما وقفوا على الكاظم عليه السلام بزعم أنه القائم المنتظر إما بدعوى حياته وغيبته أو موته وبعثه مع تضليل من بعده بدعوى الإمامة، أو باعتقاد أنهم خلفاؤه وقضاته إلى زمان ظهوره، وقد جزم المولى الوحيد وغيره بأن اطلاق الواقفي في الرجال ينصرف إلى من وقف على الكاظم عليه السلام ولا يحمل مع الإطلاق إلا عليه، نعم، مع القرينة يحمل على من قامت عليه ولعل من جملة القرائن عدم دركه للكاظم عليه السلام وموته قبله أو في زمانه عليه السلام مثل سماعة بن مهران وعلي بن حيان ويحيى بن القاسم. (1)