ما يصح عن هؤلاء مع ضعف أحد من بعدهم من رجال السند، لا ينبغي أن يسمى صحيحا بالاصطلاح المتأخر، بل ينبغي تسميته قويا أو كالصحيح، ولعل هذا هو مراد المحقق الوحيد - قدس الله سره - بقوله في آخر كلامه: " وعندي أن رواية هؤلاء إذا صحت إليهم، لا تقتصر عن أكثر الصحاح ".
المقام الثاني: في تعداد الجماعة وتعيين أسمائهم.
وحيث أن أول من نقل الإجماع هو الكشي، لزمنا نقل كلامه برمته: قال ما هذا لفظه: " أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبي - عبد الله عليهما السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولى ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة. وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي: أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري، ثم أورد أحاديث كثيرة في مدحهم وجلالتهم وعلو منزلتهم والأمر بالرجوع إليهم، ثم قال: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم ستة نفر: جميل بن - دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان. قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه يعني ثعلبة بن ميمون أن أفقه هؤلاء جميل بن دراج وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. ثم قال بعد ذلك:
تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السلام: أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه والعلم، فهم ستة نفر آخر دون الستة النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام: فهم يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن - المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر. وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب: الحسن بن علي بن فضال، وفضالة بن أيوب. وقال بعضهم مكان فضالة: عثمان بن عيسى. وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى. ثم ذكر أحاديث في حق هؤلاء والذين قبلهم. وأقول: قد جعل - قدس سره - في الستة الأولى